السيرة النبويةمدرسة النبوة

مدرسة النبوة (4)

مدرسة النبوة (4)

مدرسة النبوة (4)  مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي

الهجرة تاريخ وأحداث تتجدد

من وحي روح الهجرة النبوية، تجديد وبناء الوعي الرسالي للأمة بمقاصد هذا الحدث العظيم في تاريخ الإنسانية

النبي الكريم أعاد بناء مفهوم الهجرة من حدث مكاني و زمني عابر إلى قيمة أخلاقية ثابتة ووسيلة للوصول إلى معارج الكمال الرباني !!

بمناسبة العام الهجري الجديد 1445 هـ ومع مرور الأجيال، حري بنا أن نذكر دائما وأبدا، أننا في حاجة ماسة إلى تجديد النظر وتعميقه في مجموعة من المفاهيم الإسلامية، ومحاولة تفكيكها والبحث عن القيم المركزية الكبرى المكونة لجوهرها في عصرنا الحالي، ثم إعادة صياغتها معرفيا ومنهجيا ومقاصديا، واستعادة رسالتها وفاعليتها ودقتها وواقعيتها، لأن الجمود الفكري في القرون المنصرمة ساهم في قتل وتشويه حزمة من المفاهيم المركزية في الإسلام، وأفقدها جوهرها وحيويتها وأجهز على قوتها وإمكانيتها الحضارية..

ومفهوم “الهجرة” من بين المفاهيم التي ينبغي تجديدها وبناء الوعي الرسالي بمقاصدها والقيم البراقة والمعاني الرقراقة المستنبطة من هذا الحدث العظيم في تاريخ المسلمين، والذي يعد مبعثا ومنطلقا حضاريا لميلاد حقيقي للأمة الإسلامية. وأما الهجرة في اللغة فقال الجوهري: الهجر ضد الوصل، والمهاجر  من أرض إلى أرض ترك الأولى للثانية، والتّهاجر هو التقاطع قال تعالى: (  وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) [النساء:34] وأما الهجرة في المدلول الإسلامي هي الحدث الكبير الذي شكل منعطفا فارقا في تاريخ الدعوة الإسلامية، وهي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة، بعد الاضطهاد والتعذيب الذي تعرضوا له من طرف صناديد قريش.

مدرسة النبوة (4)

إذا من أهم الدروس المتداولة  في السيرة عن الهجرة:

أولا ، درس التجرد والإخلاص لله تعالى:

 كذلك وهو أهم درس نتعلمه من هذا الحدث الكبير .. لأنه فعل الهجرة ليس بالأمر السهل والبسيط .. بل فيه الاكراه على المغادرة .. كذلك مع ترك للأموال والدّور والأبناء والأحبة وللغالي والنفيس من أجل رسالة الإسلام .. أي من أجل الله ومن أجل رسوله صلى الله عليه وسلم، 

ثانيا،  درس اليقين والثقة بوعد الله تعالى:

كذلك وهذه القيمة كانت بارزة في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه الصاحب والرفيق الأمين القوي .. وخاصة عندما أدركهما الكفار عند الغار فقال أبو بكر للنبي “لو نظر أحدهم أسفل قدميه لرآنا” .. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم واثقا وموقنا بوعده ونصرته “يا أبا بكر .. ما ظنك باثنين الله ثالثهما”

ثالثا ، درس النصرة والأخوة الإيمانية الصادقة:

أيضا ومن بين الأهداف الاستراتيجية للهجرة هي البحث عن أنصار للدعوة الإسلامية.. يقومون بحمايتها وإقامة رسالتها والإسهام في نشرها في الآفاق والدفاع عنها عند الأخطار والكروب..كذلك فكان للأنصار دور كبير في التمكين للدين ونصرة المؤمنين ..أيضا فالمدينة أصبحت مركزا لدولة الإسلام ومنطلقا لقيمها وأحكامها ومهدا لحضارتها الراشدة .. لذا سمي أهل يثرب بالأنصار لأنهم نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة دين الإسلام

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى