السيرة النبويةمدرسة النبوة

مدرسة النبوة (28)

مدرسة النبوة (28)

مدرسة النبوة (28)  مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي

دروس وعبر من حجة الوداع

تزخر السيرة النبوية بكثير من الدروس والعبر التي يستفيد منها كل مسلم وكل إنسان، فيستفيد منها الإنسان العادي والفقيه والمؤرخ والمعلم والداعية،

وفي هذا المقال سنتناول بعض الدروس التعليمية والتربوية والفقهية المستفادة من حجة الوداع باختصار

أ ـ التَّعليم بمباشرة ما يراد تعليمه:

أيضا علَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام مناسك الحجِّ بصورةٍ عمليَّةٍ، بأن قام بها، وباشرها فعلاً، ولم يكتفِ بأن يعلِّمها لهم قولاً،

ولذلك قال لهم: «خذوا عنِّي مناسككم».

وعلى هذا فيستحسن من الدعاة؛ وهم يعلِّمون الناس معاني الإسلام أن يعلِّموهم هذه المعاني،

والمطلوبات الشَّرعية، أو بعضَها في الأقلِّ بصورةٍ عمليَّةٍ كالوضوء، والصَّلاة، وتعليم قراءة القرآن بصورةٍ سليمةٍ.

ب ـ تكرار الخطَب:

أيضا لاحظنا: أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كرر خطبه، فقد خطب في عرفة، وفي منىً مرَّتين، كما كرَّر معاني بعض هذه الخطب،

فعلى الدعاة أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكرِّروا خطبهم، ويكرِّروا بعض معانيها الَّتي يرون حاجةً لتكرارها؛

ذلك حتَّى يستوعبها السَّامعون، ويحفظوها؛ لأنَّ القصد من خُطب الخطيب إفادة السَّامعين بما يقول،

ج ـ فَلْيُـبَـلِّغ الشَّاهدُ الغائبَ:

أيضا وفي هذا توجيهٌ نبويٌّ كريمٌ لكي تعمَّ الفائدة أكبر عددٍ ممكنٍ من النَّاس، فهذا من باب التعاون على الخير؛

كذلك ولأنَّ الغائب قد يكون أوعى للعلم، وأكثر فهماً له من الحاضر الَّذي سمع،

وعلى الدعاة، والعلماء عندما يلْقون درساً أو محاضرةً لإخوانهم أو لعامَّة النَّاس أن يقولوا للحاضرين:

«فليبلِّغ الحاضرُ منكم الغائبَ بما سمعه»

د ـ جلب انتباه الحاضر لما يقوله الخطيب:

أيضا يستفاد من سؤال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الحاضرين عن اسم اليوم الَّذي هم فيه، وكذا عن الشَّهر، والبلد ـ وهم يعرفونها ـ

ما يجلب انتباههم إلى ما قد عسى أن يريده بطرح هذه الأسئلة، فيصغون إليه إصغاءً تامَّاً، قال القرطبيُّ:

سؤال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة: أي: عن اليوم، والشَّهر، والبلد، وسكوته بعد كلِّ سؤالٍ منها؛

ذلك كان لاستحضار فهومهم، وليُقبلوا عليه بكلِّيَّتهم وليستشعروا عظمة ما يخبرهم عنه…

فعلى العلماء، والدُّعاة أن يقدِّموا بين يدي ما يقولونه ما يدعو إلى جلب انتباه السَّامعين، ويشدُّهم إلى كلامهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى