السيرة النبويةمدرسة النبوة

مدرسة النبوة (27)

مدرسة النبوة (27)

مدرسة النبوة (27) (تعامله ﷺ مع الخدم والعمال) مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي

تعامله ﷺ مع الخدم والعمال

نعرض فيما يأتي جوانب عديدة من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:

تعامَل مع الخدم خير معاملة

تعامَل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع الخدم خير معاملة، فكان يقابل الإحسان بالإحسان والثناء،

أمّا في حال الوقوع بالخطأ منهم فقد كان رسول الله ليّناً رفيقاً معهم،

صحّ عن سيدتنا عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (ما ضربَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خادمًا، ولا امرأةً قطُّ).

أيضا ويروي أنس بن مالك -رضي الله عنه- فيقول: (خدمتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشرَ سنينَ،

فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء لم أفعلْهُ: ألا كنتَ فعلتَه؟ ولا لشيٍء فعلتُه: لِمَ فعلتَه)،

كذلك وكان يوصي أصحابه بالإحسان إلى الخدم، والعفو عنهم، وعدم الإساءة لأيٍّ منهم.[٤

ساوى بين الخادم والأخ

أيضا ساوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الخادم والأخ، فقال:

(إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ).

وإن الله -عزّ وجل- قد يبتلي الإنسانٍ بما هو عليه، فجعل الخادم خادماً، والسيّد سيّداً،

أيضا ومن الممكن أن تنعكس الأمور فيصبح الخادم سيّداً، والسيّد خادماً، فهو أمرٌ لا يملكه الإنسان،

لذلك كانت هناك ضوابط يعامل بها السيّد خادمه كأخاه، فيُطعمه، ويُلبسه، ولا يُكلّفه بما لا يستطيع، ويُعينه.

جعل كفارة ضرب الخادم في الإسلام عتْقه

أيضا كفّارة ضرب الخادم في الإسلام عتْقه، فقد ضرب أبو مسعود الأنصاري خادماً عنده،

فإذا برسول الله خلفه يرشده بأن الله -سبحانه- أقدر عليه من خادمه،

فخاف أبو مسعود من ذلك وأعتق خادمه لوجه الله -تعالى-، فبيّن له رسول الله أنّه لو لم يعتِقه لمسّته النار،

وسار رسول الله بهذا النهج مع كل من يضرب خادماً له، وجُعلت الكفّارة عتقه وتركه.

أمر بالرِّفق في الأقوال مع الخدم

كما لا ينحصر الرِّفق مع الخدم في الأفعال، وإنّما أمرهم رسول الله بالرِّفق في الأقوال أيضاً،

فأمر أصحابه أن لا ينادي أحدهم خادمه بعبدي وأَمَتي، بل يناديه غلامي أو فتايَ،

كذلك وشمل رسول الله الخدم في وصيّته عند موته، فقال: (الصَّلاةَ وما ملكت أيمانُكم، الصَّلاةَ وما مَلَكت أيمانُكم).

أيضا وتروي عائشة -رضي الله عنها- فتقول:

(ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى