السيرة النبويةمدرسة النبوة

مدرسة النبوة (24)

مدرسة النبوة (24)

مدرسة النبوة (24)  مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي

تعامله ﷺ مع المذنبين

من نعم الله علينا وعلى البشرية بأسرها أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما بعِث إلا لتحقيق ونشر الرحمة بين الناس جميعا،

كما قال الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }( الأنبياء:107)،

وإذا كان الناس ـ عامة ـ بحاجة إلى الرحمة والرعاية،

فإن العصاة والمذنبين بحاجة خاصة أن نأخذ بيدهم ولا أن نتركهم واقعا، أو نهيل عليهم التراب فنكون عونا للشيطان عليهم.

وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحاديثه عامرة برحمته مع هؤلاء. ومن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم –

مع العصاة والمذنبين مهما ارتكبوا من ذنوب أن نفتح لهم أبواب الأمل والرجاء والطمع في رحمة الله وعفوه.

عن أبي هريرة قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت. قال: «مالك؟» اقرأ أيضا: قصص القرآن الكريم وهداياته ترجمة القرآن .. معناها وأقسامها والحاجة إليها

قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تجد رقبة تعتقها؟» قال: لا . قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟»

أيضا قال: لا. قال: «هل تجد إطعام ستين مسكينا؟» قال: لا. قال: «اجلس». ومكث النبي صلى الله عليه وسلم،

مدرسة النبوة (24)

فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر- والعرق المكتل الضخم- قال: «أين السائل؟» قال: أنا. قال: «خذ هذا فتصدق به» .

فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر من أهل بيتي!

فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه،

ثم قال: «أطعمه أهلك» [متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان

كذلك من هدي النبي مع العصاة والمذنبين أنه لم يبد انزعاجا ولا انقباضا ولا تجهما في وجه الرجل؛

كما أنه يعلم أن الإنسان خلق ضعيفا، وأن الخطأ من سمات البشر، وأن إصلاح الخطأ من سمات الصالحين،

أيضا هكذا ينظر النبي صلى الله عليه وسلم إليه أنه جاءه ليُصلح خطأه، إنه يعلم أنه ما ألجأه إليه إلا بقايا إيمان في ضميره،

كذلك أفسدت عليه لذة المعصية، وأيقظت في جوانبه النفس اللوامة،

لذلك جاء يلوم نفسه ويخاصمها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تخاصمه هي بين يدي الله سبحانه يوم القيامة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى