أثرالسيرة النبوية

أثر الموسم الثاني (2) م أحمد ماضي

أثر الموسم الثاني (2)

أثر الموسم الثاني (2) م أحمد ماضي

أبو بصير هو عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي، مشهور بكنيته، هرب من الكفار في هدنة الحديبية إلى رسول الله  -صلى الله عليه وسلم.. فطلبته قريش ليردَّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليهم..أيضا ولمَّا علم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيردُّه خرج إلى سِيفِ البحر، واجتمع إليه كلُّ مَنْ فرَّ من المشركين .

ما موقف أبي بصير بعد صلح الحديبية ؟

جاء أبو بصير –رضي الله عنه- إلى المدينة المنورة بعد فترة وجيزة من كتابة صلح الحديبية.. أيضا وكان يريد أن ينضمَّ إلى الصفِّ المسلم فرارًا بدينه من أهل الكفر بمكة.. ولكن القرشيين أرسلوا في طلبه رجلين إلى رسول الله  -صلى الله عليه وسلم.. فقالا له: العهد الذي جَعَلْتَ لنا. فدفعه إلى الرجلين .. إذا أرأيت مثل هذا الوفاء؟!

كما أنه يردُّ مسلمًا جاءه إلى المدينة المنورة، والمدينة أحوج ما تكون إلى الرجال والجند..كذلك والرجل مسلمٌ قد يفْتَنُ في دينه ويعَذَّب، ومع ذلك يردُّهُ لأن بنود المعاهدة نصَّت على ذلك، وليس له إلاَّ الوفاء.

أيضا وقد تعجَّب أبو بصير -رضي الله عنه- نفسه من ردِّ فعل الرسول  -صلى الله عليه وسلم-، فقال متسائلاً: يا رسول الله؛ أتردني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟!

أثر الموسم الثاني (2)

قال –صلى الله عليه وسبلم: «يَا أَبَا بَصِيرٍ، انْطَلِقْ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَيَجْعَلُ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا».

إن الوفاء بالعهد ليس اختيارًا من الاختيارات عند المسلمين.. إنه واجب لازم، وفريضة حتمية..

وتسلَّم الرجلان القرشيان أبا بصير -رضي الله عنه- بالفعل..أيضا وفي الطريق إلى مكة استطاع أن يحتال عليهما، فقتل واحدًا منهما، وفَرَّ الآخر!

كما ترى.. إلى أين يفرّ المشرك الآخر؟!

لقد فرَّ إلى المسجد النبوي!

فرَّ إلى رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-!

أيضا فرَّ إلى الرجل الذي يعلم أنه سيجد عنده الأمان والسلام.. حتى ولو كان الذي يُطارده مسلمًا، حتى ولو كان هو من الكافرين!

إنها آية من الآيات!

كما دخل الرجل المشرك المسجد النبوي يَعْدُو.. فلمَّا رآه رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- أشفق عليه.. وقال: «لقد رأى هذا ذعرًا». فلمَّا انتهى الرجل إلى النبي –صلى الله عليه وسلم.. قال: قتل صاحبي، وإني لمقتول! فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله، قد -والله- أوفى الله ذمتك، قد رددتني إليهم.. ثم أنجاني الله منهم. قال النبي –صلى الله عليه وسلم: «وَيْلُ أمِّهِ! مِسْعَرَ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ».. أي أن هذا الرجل سيشعل حربًا لو كان معه رجال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى