أثرالسيرة النبوية

أثر الموسم الثاني (1) م أحمد ماضي

أثر الموسم الثاني (1)

أثر الموسم الثاني (1) م أحمد ماضي

 استقر رأي النبي صلى الله عليه وسلم على التصريح بجهة الغزو على غير عادته.. وذلك لإدراكه بعد المسافة وطبيعة العدو وحجم إمكاناته، مما يعطي الجيش الفرصة الكاملة لإعداد ما يلزم لهذا السفر الطويل، إضافة إلى ان وضع الدولة الإسلامية قد اختلف عن السابق.. حيث تمكن المسلمون من السيطرة على مساحات كبيرة من الجزيرة العربية، ولم يعد من الصعب معرفة وجهتهم القادمة.

وهكذا أعلن النبي صلى الله عليه وسلم النفير، وحث الناس على الإنفاق في سبيل الله قائلا: «من جهز جيش العسرة فله الجنة» رواه البخاري.. فاستجاب الصحابة لندائه، فأما عثمان بن عفان رضي الله عنه فانطلق مسرعا إلى بيته وأخذ ألف دينار ووضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وتكفل بثلاثمائة بعير بكامل عدتها.. فاستبشر النبي صلى الله عليه وسلم من فعله وقال: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم».

أيضا وحاول عمر بن الخطاب أن يسبق أبا بكر فأتى بنصف ماله، وإذا بأبي بكر رضي الله عنه يأتي بكل ما عنده.. ذلك دون أن يبقي لأهله شيئا، فقال عمر رضي الله عنه: «والله لا أسابقك إلى شيء أبدا».. أيضا وتصدق عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه بألفي درهم، إلى جانب الصدقات العظيمة التي قدمها أغنياء الصحابة .. أيضا كالعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن عبيد الله، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن عدي، رضي الله عنهم أجمعين.

أثر الموسم الثاني (1)

كذلك وكان لفقراء المسلمين نصيب في الصدقة، حيث قدموا كل ما يملكون في سبيل الله مع قلة ذات اليد.

ووقف علبة بن زيد رضي الله عنه ينظر إلى جموع المسلمين..أيضا وهي تتسابق على الإنفاق والصدقة، والحسرة تملأ فؤاده حيث لم يجد ما يتصدق به.. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أبشر، فوالذي نفس محمد بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة»..كذلك واستغل المنافقون هذه المواقف المشرفة للسخرية من صدقات الفقراء، والتعريض بنوايا الأغنياء،

كما حاولوا أن يصدوا الناس عن الخروج، بالترهيب من لقاء العدو تارة.. أيضا والترغيب في الجلوس والإخلاد إلى الراحة تارة أخرى.. ذلك خصوصا أن الغزوة كانت في وقت شدة الحر وطيب الثمر. ولم يتوقف كيد المنافقين عند هذا الحد.. أيضا بل قاموا ببناء مسجد في أطراف المدينة ليكون مقرا لهم.. يدبرون فيه المؤامرات للقضاء على الإسلام وأهله.. أيضا وطلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه كنوع من التمويه والخداع.. لكن الله بين لنبيه حقيقة نواياهم، ونهاه عن الصلاة في مسجدهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى