أثر الموسم الثاني (4)
أثر الموسم الثاني (4) م أحمد ماضي
الهمة
إذا فإنّ على الإنسان أن يكون همه هم الآخرة، وأن يكون ذو همة عالية، وذلك بأن يكون قدمه على الثرى وهمته في الثريا.. أيضا وأن يكون ذو عزم أكيد، وبأس شديد في دين الله، فلا يلين ولا يحيد.. وهذا ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم.. ولذلك جاء كثير من الأحاديث في بيان ذلك.. أيضا ومنها الحديث الذي سنتطرق إليه – إن شاء الله – بشيء من الشرح والتبيين.
نص الحديث:
عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله ﷺ فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: ” سل؟ “.. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: ” أو غير ذلك” قلت: هو ذاك. قال: ” فأعني على نفسك بكثرة السجود “1.
أثر الموسم الثاني (4)
أيضا وقد جاء مطولاً عند أحمد في المسند عن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول ﷺ وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع.. حتى يصلي رسول الله ﷺ العشاء الآخرة، فأجلس ببابه! إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول اللهﷺ حاجة، فما أزال أسمعه يقول: سبحان الله! سبحان الله!سبحان الله! وبحمده حتى أمل، فأرجع أوتغلبني عيني فأرقد.. قال: فقال لي يوماً لما يرى من خفتي له وخدمتي إياه: ” سلني يا ربيعة أعطك” .. قال فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله، ثم أعلمك ذلك؟
أيضا قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني ويأتيني..
قال فقلت: اسأل رسول الله ﷺ لآخرتي فإنه من الله – عز وجل – بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت فقال: ” ما فعلت يا ربيعة ؟ ” .. قال فقلت: نعم يا رسول الله ﷺ أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار، قال فقال: ” من أمرك بهذا يا ربيعة ؟ ”.. كذلك قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت: سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقاً سيأتيني.. فقلت: أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي، قال: فصمت رسول الله ﷺ طويلاً، ثم قال لي: ” .. إني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود “2.