تدبر حلقة 32
تدبر (32) مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان
جزء عمّ وهو الجزء الأخير في القرآن الكريم يحتوي على 37 سورة هي من السور القصيرة والمحور الرئيسي لهذه السور وللجزء بشكل عام
هو أن الآخرة لله تعالى ويا أيها الإنسان كن موصولاً بربك طائعاً لله تعالى لأن الأمر كله بيد الله تبارك وتعالى
كذلك وهذا الجزء يذكّر بالآخرة وبالمعاد وبلقاء الله عز وجلّ و قدرته الله تعالى في الكون
سورة النبأ:
هي سورة مكيّة وسميّت النبأ لأن فيها الخبر الهام عن القيامة والبعث والنشور وتدور آياتها حول إثبات عقيدة البعث التي أنكرها المشركون.
كذلك وقد أخبرت الآيات عن موضوع القيامة والبعث والجزاء وأقامت الدلائل على قدرة الله تعالى في الكون
أيضا وأن القادر على خلق هذا الكون بما فيه قادر على إعادة خلق الإنسان بعد موته. وذكرت البعث وجهنم التي أعدت للكافرين
كذلك وما فيها من أنواع العذاب المهين للكفار والمشركين وفي مقابل هذا جاء وصف ما أعده الله تعالى للمتقين
وهذا أسلوب الترغيب والترهيب الذي كثيراً ما نجده في الآيات والسور. ثم ختمت السورة بالحديث عن أهوال يوم القيامة.
سورة النازعات:
سورة مكيّة تتحدث آياتها عن القيامة وأهوالها والساعة وعن جزاء المتقين و المجرمين .
أيضا ويتناسب مع الآيات ذكر قصة موسى مع فرعون الطاغية الذي تجبّر وتكبّر وادعى الألوهية
كذلك وكيف كان عقابه الذي هو عقاب كل متكبر جبّار في الأرض
أيضا وفي القصة عبرة لمشركي مكة الذين طغوا وتمردوا على الرسول فذكّرهم الله بأنهم أضعف من كثير من مخلوقات الله في الكون.
وختمت السورة بالحديث عن الساعة اليوم الذي أنكره المشركون وكذّبوا به
وما علم الساعة إلا لله تعالى وما على الرسول إلا أن ينذر الناس فقط
وختام السورة يأتي مناسباً للقسم في أولها من اثبات البعث والشر كأنه الدليل على مجيء القيامة والساعة.
تدبر حلقة 32
سورة عبس:
سورة مكيّة وفيها تتحدث الآيات عن دلائل القدرة والوحدانية في الخلق كله والقيامة وأهوالها. وهذه السورة نزلت بعد حادثة عبد الله بن أبي مكتوم الأعمى
ذلك الذي أعرض عنه الرسول لأنه كان منشغلاً مع كبراء قريش لعلهم يسلمون ويسلم معهم من يتبعهم وهذا الفعل
لم يقصد به النبي أي انحياز طبقي بين الغني والفقير لكنه ظنّ أن الغني سيكون مؤثراً في الدعوة إن أسلم أكثر من الأعمى الفقير
كذلك وأنه سيفيد الإسلام أكثر فجاء الرد من الله تعالى بأن الدعوة لا بد وأن تكون شاملة للغني والفقير على حد سواء
وهذه دعوة عامة للناس جميعاً بعدم الإهتمام بالمظاهر المادية للناس فالله تعالى أعلم بالسرائر وأعلم من ينصر دينه
أيضا ونزلت الآية تعاتب الرسول عتاباً رقيقاً حتى أن الله تعالى لم يوجه الخطاب مباشرة للرسول تلطفاً به
وإنما جاء بصيغة المجهول (عبس وتولّى أن جاءه الأعمى) ثم بعدها جاء ضمير المخاطب (وما يدريك لعله يزّكى)
وهذا من حب الله تعالى لرسوله ولطفه به لأنه يعلم أنه لم يعرض عن الأعمى تكبراً وإنما حرصه الشديد على إسلام كبراء قريش.
ثم تناولت الآيات جحود الإنسان بنعم الله المتعددة وكفره بهذه النعم (قتل الإنسان ما أكفره).
كذلك تناولت الآيات دلائل قدرة الله تعالى في الكون فقد يسّر الله تعالى للإنسان والبهائم كل مقومات الحياة (فلينظر الإنسان إلى طعامه..).
وتختم السورة بآيات تتحدث عن أهوال يوم القيامة
وفرار الإنسان من كل من يحبّ من شدة هول الموقف الذي يجد نفسه فيه (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه) .
أيضا وقد ذكر الله تعالى فرار الإنسان من أحبابه ورتبهم على مراتبهم من الحنو والشفقة
فبدأ بالأقل (أخيه) وختم بالأقرب (بنيه) لأن الولد هو أحب الناس إلى قلب الإنسان والأكثر مدعاة للشفقة.