القرآن الكريمتدبر

تدبر الحلقة 31

تدبر الحلقة 31

تدبر (31) مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿1﴾ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴿2﴾

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فطُورٍ ﴿3﴾

ثمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهوَ حَسِيرٌ ﴿4﴾

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رجومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ﴿5﴾

بعض الأخلاقيَّات التي تستَفاد من هذه الآيات الكريمة

إنك ستَسعد في حياتك كثيرا ، وستَسعد في آخرتك أكثر بعظيم ثواب الله وأعلي درجات جناته إذا كنتَ مسْتَصْحِبَاً دائما نوايا خيرٍ بعقلك في كلّ قولٍ وعمل ..

وإذا كنتَ مِن المتَدَبِّرين في كلّ خَلْق الله تعالي ،

فهذا سيزيدك حتما يَقينا أي تأكّدا بلا أيّ شكّ بوجود خالقك الكريم وقرْبا منه وطَلَبَاً لرعايته

كذلك ورضاه وأمنه وحبه وتوفيقه وسداده وقوَّته ورزقه وسعادته في الداريْن

(برجاء مراجعة الآيات ﴿2﴾ ، ﴿3﴾ ، ﴿4﴾ من سورة الرعد ، للشرح والتفصيل) ..

وإذا كنتَ دوْما من الشاكرين لربك علي نِعَمه والتي لا يمكن حصرها ،

بعقلك باستشعار قيمتها وبلسانك بحمده وبعملك بأن تستخدمها في كل خير دون أيّ شرّ ،

فستجدها بذلك دائما باقية بل وفي ازديادٍ وتنوُّع كما وعد سبحانه ووعده الصدق :

” لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ .. ” ﴿إبراهيم : 7﴾ .. وإذا كنتَ مع هذا التدبُّر وهذا الشكر عابدا لله تعالي وحده ولا تشرك معه شيئا آخر ،

إذا فهو الإله المعبود الواحد أي الذي ليس معه شريك ، الأحد أي الذي لا يَتكَافيَء معه شيء

(برجاء مراجعة معاني العبادة في الآيات ﴿48﴾ ، ﴿51﴾ حتي ﴿57﴾ ، ﴿116﴾ حتي ﴿122﴾ ، ﴿172﴾ حتي ﴿175﴾ وكلها من سورة النساء ، للشرح والتفصيل)

هذا ، ومعني ” تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿1﴾ ” أي تَعَالَيَ وتَعَاظَمَ شأنُ وتَسَامَت وتَكَاثَرَت بركاتُ أيْ خيراتُ الله ربّ العالمين

تدبر الحلقة 31

أيضا الذي هو وحده لا غيره مالِك وخالِق الكوْن كله بما فيه وما بينه من خَلْقٍ المتَصِرّف فيه بلا أيّ شريكٍ أو معَاوِنٍ أو مُمَانِع ،

واسْتَحَقَّ بالتالي كلّ تعظيمٍ وتنزيه حيث لا يشبهه أيّ أحدٍ في ذلك ،

فاطلبوا إذن بَرَكته وعَظّموه وابْعِدوه عن كلّ صفةٍ لا تليق به فله كلّ صفات الكمال الحسني وهو القادر علي كلّ شيء

أيضا وهو الذي قد زادَت بركاته وحلّت أي زادت خيراته وأفضاله في كلّ شيءٍ علي كلّ خَلْقه وهي مستمرّة لهم ومتَزَايِدَة دون انقطاع ،

فهو تعالي إذن المستحقّ وحده للعبادة وللشكر وللتوكّل عليه ،

فاعبدوه واشكروه والجأوا إليه لتَسعدوا تمام السعادة في دنياكم وأخراكم .. ” ..

كذلك وَهوَ عَلَىٰ كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿1﴾ ” أي ولا يمنعه أيّ مانع مِمّا يريد فهو قادر بتمام القدْرة علي كلّ شيءٍ

وإذا أراد شيئا فبمجرّد أن يقول له كن فيكون كما يريد ، ومَن كان هذا وَصْفه مِن القدْرة والعلم والحِكْمَة والمُلك

إذا فهو حتما المستحِقّ وحده للعبادة وللشكر وللتوكّل عليه

(برجاء مراجعة معني التوكّل في الآية ﴿51﴾ ، ﴿52﴾ من سورة يونس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى