أثر الموسم الثاني (6)
أثر الموسم الثاني (6) م أحمد ماضي
الإيثار لغةً واصطلاحًا
يعرف الإيثار في اللغة.. على أنه التَّقديم أو الاختصاص، فعندما نقول آثر فلان بشيءٍ ما، أي: اختار الشيء لنفسه..أيضا وتأتي كلمة “إيثار” للتَّفضيل.. وأما في الاصطلاح..أيضا فيعرف الإيثار على أنه تقديم مصلحة الغير على النّفس لكسب الحظوظ الدينيَّة لا الدنيويَّة.. فإذا كان خلف الإيثار منفعةٌ أو مصلحةٌ دنيويَّة فلا يعدُّ بذلك إيثاراً، وعرِّف أيضاً بأنَّه تقديم حظ الغير على حظ النَّفس..ذلك دون منفعة أو طلب ما يعوِّضه أو غير ذلك.. وفيما يتعلق بالدّيانة الإسلاميَّة .. فخلق الإيثار من الأخلاق التي دعاء لها الإسلام، وقد ورد ذلك في العديد من النصوص،
أيضا ومن ذلك قوله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أوتُوا وَيؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يوقَ شحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ همُ الْمفْلِحُونَ).. كما برز هذا الخلق في فعل النّبي -صلى الله عليه وسلم- ووصاياه.. إذ ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشرَ المُهاجرينَ والأنصارِ، إنَّ مِن إخوانِكُم قومًا ليسَ لَهُم مالٌ ولا عشيرةٌ.. فليَضمَّ أحدُكُم إليهِ الرَّجُلَيْنِ أوِ الثَّلاثةِ.. فما لأحدِنا من ظَهْرٍ يحملُهُ إلَّا عقبةٌ كعقبةِ، يعني أحدِهِم).
أثر الموسم الثاني (6)
شروط الإيثار
إذا يحتاج الإيثار لشروط معيَّنة حتى يكون مقبولاً عند الله -سبحانه وتعالى..أيضا ومن هذه الشروط ما يأتي: الإيثار في الواجبات من المحرَّمات عند العلماء.. فلا يجوز للعبد أن يآثر بفرضٍ قد فرضه الله عليه وأمره به.. فإنَّ ذلك ضياعٌ لأوامر الله -سبحانه وتعالى..أيضا أن لا يكون إيثار العبدِ على القربات التي تقرِّبه من ربه -سبحانه وتعالى ..كما لا يجوز للعبد أن يؤثر الصَّف الأول لمسلمٍ آخر ويرجع إلى الصَّف الثاني مثلاً.. فالإيثار بهذه الصورة لا يجوز، والله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ).. كذلك أن يكون الإيثار لمن يستحق، فمن أراد أن يؤثرَ بمالٍ فلا يضعه لغنيٍّ مثلاً.. بل يحاول أن يؤثر بهذا المال على من لا مال له، فهذا أعظمُ أجراً عند الله -سبحانه وتعالى