القرآن الكريمنظرات

نظرات (2) مع الداعية طه هندي

نظرات (2) مع الداعية طه هندي

معنى الإيمان بالغيب

لا شك أن الإيمان بالغيب هو مدار اختبار إيمان العباد.

قال الله تعالى: الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هدًى لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ البقرة/1 – 3.

والغيب يتناول كل أمر غاب عن حواس العبد، ويتناول هنا كل ما أخبر به الوحي.. مما كان وما هو كائن وهو غائب عنا، كعالم الملائكة والبرزخ وما سيكون كيوم القيامة..أيضا وما فيها من حساب وعذاب و نعيم.

فالغيب يتناول أسس الإيمان.

كما قال الواحدي رحمه الله تعالى:

” وقوله تعالى: ( بِالْغَيْبِ )، الغيب: مصدر غاب يغيب غيبا، وكل ما غاب عنك فلم تشهده فهو غيب.. كما قال الله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ )..

أيضا والعرب تسمى المطمئن من الأرض: الغيب، لأنه غاب عن الأبصار…

كذلك قال أبو العالية في قوله: ( يُؤمِنوُنَ بِالغيَب )، قال: يؤمنون بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وجنته، وناره، ولقائه، وبالبعث بعد الموت.

وكأن هذا إجمال ما فصل في قوله: ( كلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكتُبِهِ وَرسُلِهِ لَا نفرق بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )

نظرات (2) مع الداعية طه هندي

لذلك قال أبو إسحاق: وكل ما غاب عنهم، مما أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم: فهو غيب.

هذا طريق المفسرين في معنى (الغيب) ” انتهى من”البسيط” (2/ 68-71).

كما قال القرطبي رحمه الله تعالى:

” وهذا هو الإيمان الشرعي المشار إليه في حديث جبريل عليه السلام .. ذلك حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ( فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ ). وذكر الحديث ” انتهى من “تفسير القرطبي” (1/252).

كذلك وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

” وأصل الإيمان: هو الإيمان بالغيب، كما قال تعالى: (الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هدًى لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).

أيضا والغيب الذي يؤمن به ما أخبرت به الرسل من الأمور العامة، ويدخل في ذلك الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وملائكته والجنة والنار..كذلك فالإيمان بالله وبرسله وباليوم الآخر يتضمن الإيمان بالغيب؛ فإن وصف الرسالة هو من الغيب.. وتفصيل ذلك هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.. كما ذكر الله تعالى ذلك في قوله: ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ).. وقال: ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا )

والإيمان بالغيب هو المحك الذي يتميز به الصادق من الشاك.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى