القرآن الكريمنساء في القرآن

نساء في القرآن|صفية بنت حيي

د مروة إبراهيم

نساء في القرآن|صفية بنت حيي

إذا فهي صفيّة بنت حيي بن أخطب، من سبط هارون بن عمران عليه السلام، كانت صفية -رضي الله عنها- امرأة شريفة، وعاقلة، وجميلة، وذات حسب ودين.

تزوّجت صفيّة بنت حيي مرّتين؛ أوّلهما زواجها من سلام بن مشكم القرظي،

ثمّ تركها، فتزوّجت بعده كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري، الذي قُتل في غزوة خيبر.

كما رأت السيدة صفيّة في منامها، أنّ قمراً قد أتاها من يثرب، فوقع في حجرها.

فقصّت رؤياها على زوجها، فلطمها على وجهها لطمةً أثّرت فيها،

وقال لها: أتحبّين أن تكون تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة.

نساء في القرآن|صفية بنت حيي

 

كانت السيدة صفية -رضي الله عنها- على قدر من الدين والجود،

حيث جاءت جاريتها مرّةً إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-

تقول له: إنّ صفية تحبّ يوم السبت، وتصل اليهود، فبعث عمر إلى صفية ليسألها عن ذلك.

أيضا فقالت أمّا السّبت؛ فإنّي لم أحبّه منذ أبدلني الله به يوم الجمعة، وأمّا اليهود؛ فإنّ لي فيهم رحماً، وأنا أَصِلها،

ثمّ سألت صفية جاريتها عن سبب فعلها،

فقالت الجارية بأن ذلك من وسوسة الشيطان، فبادرتها صفيّة وفكّت أسرها من العبودية.

كما أدركت صفية رضي الله عنها ذلك الهدف العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،

ووجدت الدلائل والقرائن عليه في بيت النبوة ،

كما أحست بالفرق العظيم بين الجاهلية اليهودية ونور الإسلام ، وذاقت حلاوة الإيمان ، وتأثّرت بخلق سيد الأنام ،

أيضا حتى نافس حبّه حب أبيها وذويها والناس أجمعين ، ولما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم تأثّرت رضي الله عنها لمرضه ،

كذلك وتمنت أن لو كانت هي مكانه ، فقد أورد ابن حجر في الإصابة وابن سعد في الطبقات ، عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال:

” اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه، واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيي :

إني والله يا نبي الله لوددتُ أنّ الذي بك بي ، فتغامزت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ،

فقال صلى الله عليه وسلم : والله إنها لصادقة “

أيضا فقد روت صفية -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عشرة أحاديث،

منها حديث واحد اتّفق الشيخان؛ البخاري ومسلم على صحّته.

توفيت السيدة صفية -رضي الله عنها- زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان،

ذلك في شهر رمضان، من سنة خمسين للهجرة النبوية، وصلّى عليها مروان بن الحكم، ودُفنت في البقيع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى