مدرسة النبوة (6)
مدرسة النبوة (6) مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي
كرامة أصحابه ﷺ عنده
إذا كان سيدنا رسول الله ﷺ في أصحابه كأحدهم.. يجالسهم مختلطا بهم، لا يعرف مجلسه من مجلسهم .. ولا يدري الغريب إذا أتاه أيهم هو حتى يسأل.
أيضا ويتعجب ﷺ مما يتعجبون منه.. كذلك ويضحك مما يضحكون منه، ولا يزجرهم إلا عن حرام، ولا يمد رجليه بينهم .. كما لا يمشي أمامهم؛ وإنما يجعلهم بين يديه.
أيضا وأردف قائلا: يبدأهم بالمصافحة، ويتفقدهم، ويشاورهم، ويمازحهم، ويداعب صبيانهم، ويكنيهم، ويدعوهم بأحب الأسماء إليهم ..أيضا كرامة لهم، ويتخولهم بالموعظة؛ مخافة السآمة ..كذلك ويقول: «ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب». [صحيح البخاري].
مدرسة النبوة (6)
كما تعتبر كرامة الإنسان الأساس الذي تقوم عليه دعوة الإسلام .. وهذه الكرامة تتضمن الحرية وسائر حقوق الإنسان الأخرى في إطار مقاصد الدين الحنيف… أيضا وقد ساوى العلي القدير بين الناس جميعا في الكرامة الإنسانية، أي جميع البشر رجالا ونساء، مسلمين وغير مسلمين.. «بيض أو سود – حمر أو صفر»، كلهم سواء في الكرامة الإنسانية ومعيار التفاضل بينهم هو التقوى .. كما علمنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. كلكم لآدم وآدم من تراب , لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم»…
كذلك وتوضح د. فوزية العشماوي أستاذة الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة جنيف، أن جميع الرسالات السماوية تدعو إلى الإسلام والتسليم لله سبحانه وتعالى ولإرادته، فالإسلام دين الفطرة والخير وكرامة الانسان، منذ بداية التوحيد بالله وهو الدين الذي جاء به إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى والأسباط وجميع الأنبياء والرسل أجمعين،
أيضا وهو دين التوحيد والإيمان بالله الواحد الأحد، والخضوع له والإيمان بالقدر وبالملائكة والكتب السماوية كلها والزبر والبعث. وتضيف أن كل هؤلاء الأنبياء جاءوا ليبشرون بدين التوحيد وينشرونه، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم، جاء ليكمل رسالاتهم جميعا ويختمها ويبلغ الإنسانية جمعاء ما جاء في هذه الآية الكريمة:(قل آمنا بالله وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون).