مدرسة النبوة (22)
مدرسة النبوة (22) مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي
سياسته ﷺ في تولية المناصب
والمناصب العامة أمانات مسؤولة، وهي من بين أعلى مراتب الأمانة، والتفريط فيها بتسليمها لغير المؤهلين لها يعَد خيانة عظيمة.
أيضا ولطالما كان رسول الله – عليه السلام – يوصي بالأمانة في خطبه، ويحذر من التفريط في حملها.
فعن أنس قال: ما خطبنا رسول الله إلا قال: ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له))
رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب والترهيب.
والمناصب العامة أمانات مسؤولة،
مدرسة النبوة (22)
كذلك وهي من بين أعلى مراتب الأمانة، والتفريط فيها بتسليمها لغير المؤهلين لها يعَد خيانة عظيمة.
ولذلك لما سأل أبوذر رضي الله عنه – وهو من هو في الصلاح والزهد والعلم والخلق – الرسول – عليه السلام لماذا لا يستعمله ( أي يوليه وظيفة عامة ) ،
قال له : (( يا أباذر! إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها )) رواه مسلم.
إذاً هناك شرطان لتولية الوظيفة : الأهلية لها، والوفاء بمتطلباتها كما ينبغي.
وقد علق الشيخ الغزالي في “خلق المسلم” على هذا الحديث بقوله : “إن الكفاية العلمية أو العملية ليست لا زمة لصلاح النفس،
فقد يكون الرجل رضي السيرة، حسن الإيمان، ولكنه لا يحمل من المؤهلات المنشودة ما يجعله منتجا في وظيفة معينة…
كذلك والأمانة تقضي بأن نصطفي للأعمال أحسن الناس قياما بها ،
فإذا ملنا عنه إلى غيره – لهوى أو رشوة أو قرابة – فقد ارتكبنا – بتنحية القادر، وتولية العاجز – خيانة فادحة “.
أيضا وقد رويت أحاديث تحذر من الخيانة في تولية المناصب لغير الأكفاء تحذيراً شديداً وترهّب منه ترهيباً مخيفاً،
مثل ما روي عن النبي عليه السلام –
أنه قال : ((من استعمل رجلا على عصابة – أي جعله مسؤولا على جماعة – وفيهم من هو أرضى لله منه،
فقد خان الله ورسوله والمؤمنين)) رواه الحاكم في المستدرك،
كذلك وهذا التحذير قائم على أن الوظائف والمناصب العامة أمانات مسؤولة،
فإن سُلّمت لمن هم ليسوا بأهل لها فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى استشراء الفساد في المجتمع بأسره بحسب خطورة المنصب.
أيضا وذلك ما نبه إليه النبي – عليه السلام – في الحديث الذي رواه البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله : ((إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)) ، قال: “كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ ” ،
قال : ((إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)).