السيرة النبويةمدرسة النبوة

مدرسة النبوة (21)

مدرسة النبوة (21)

مدرسة النبوة (21)  مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي

تشجيعه ﷺ

فلقد كان الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ذا رؤيةٍ واضحةٍ في تشخيص صحابته رضي الله عنهم، ومعرفة قدراتهم الفكريَّة والجسميَّة[3]،

أيضا وكان معلِّم البشريَّة الأوَّل خير المُراعين لهذا الجانب نظرًا وتطبيقًا.

 

تطبيقات مِن السُّنة النبوية:

أ- إذا اختلاف وصاياه صلَّى الله عليه وسلَّم باختلاف الأشخاص الذين طلبوا مِنه الوصيَّة:

فمِن ذلك: أنَّ رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام قال: (اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخلُقٍ حَسَنٍ)، 

وأيضًا ما أوصاه النَّبي عليه السَّلام لرجل: (لاَ تَغْضَبْ)، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قال: (لاَ تَغْضَبْ)، وكذلك وصيَّة الحبيب المصطفى: (قلْ آمَنْتُ بِاللهِ، ثمَّ اسْتَقِمْ)

فكان صلَّى الله عليه وسلَّم يُراعي حال المستَوصي، ويعطي كل واحدٍ ما يراه أحوج إليه.

أيضا فشأنه مع السَّائلين كالطَّبيب مع المَرضى، يعطي كل واحد مِن الدَّواء ما يناسبه.

 

ب-كذلك  اختلاف أجوبته وفتاواه عن السؤال الواحد باختلاف أحوال السَّائلين:

ومِن ذلك: اتِّحاد السؤال، واختلاف الجواب:

مدرسة النبوة (21)

 

أيضا وفي هذا مراعاة لأحوال السَّائلين، وما بينهم من فروق يجب اعتبارها.

-كذلك اختلاف مواقفه وسلوكه باختلاف الأشخاص الذين يتعامل معهم:

ويوضِّح ذلك ماحكته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ،

فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ، وَهوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثمَّ اسْتَأْذَنَ عمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ،

وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ، ثمَّ اسْتَأْذَنَ عثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ – قَالَ محَمَّدٌ:

وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ – فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تبَالِهِ،

ثمَّ دَخَلَ عمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تبَالِهِ، ثمَّ دَخَلَ عثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ: (أَلَا أَسْتَحيي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحيي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ.

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى