مدرسة النبوة (20)
مدرسة النبوة (20) مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي
في ضيافة النبي ﷺ
إذا فقد وردت أحاديث صحيحة تحدّثت عن فضل إكرام الضيف،
أيضا منها:أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال:
(وإنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا).
كما أخرج الإمام البخاريّ عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-:
(قلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ تَبْعَثُنَا، فَنَنْزِلُ بقَوْمٍ فلا يَقْرُونَنَا، فَما تَرَى؟ فَقالَ لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
إنْ نَزَلْتُمْ بقَوْمٍ فأمَرُوا لَكُمْ بما يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا، فإنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَخُذُوا منهمْ حَقَّ الضَّيْفِ الذي يَنْبَغِي لهمْ)
مظاهر إكرام الضيف
أولاً: الترحيب بالضيوف
يستحسن بالضيف الترحيب بضيوفه والاستبشار بقدومهم وإظهار التودّد إليهم،
مدرسة النبوة (20)
كذلك وعدم التأفّف من مجيئهم،كما أخرج البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
قال: (لَمَّا قَدِمَ وفْدُ عبدِ القَيْسِ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَرْحَبًا بالوَفْدِ، الَّذِينَ جَاؤُوا غيرَ خَزَايَا ولَا نَدَامَى).
ثانياً: عدم الإسراف في ضيافة المضيف
الإسراف منهيٌ عنه في جميع الأحوال، والأصل أن يعمد الإنسان في ضيافته إلى ما هو متعارف عليه بين الناس في الضيافة،
أيضا وما هو على قدر استطاعته بما تيسّر دون تكلّفٍ.
ثالثاً: توقير العلماء وكبار السن
أيضا الجدير بالمضيف أن يبدأ بضيافة الكبار احتراماً لهم وإظهاراً لقدرهم وتوقيرهم، فإنّ توقير الكبير أمرٌ مطلوبٌ شرعاً،
أيضا ثم من السنّة أن يقدّم الإيمن فالأيمن ودليل ذلك ما أخرجه البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
(أنَّهُ رَأَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا، وأَتَى دَارَهُ، فَحَلَبْتُ شَاةً، فَشبْتُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ البِئْرِ،
فَتَنَاوَلَ القَدَحَ فَشَرِبَ، وعَنْ يَسَارِهِ أبو بَكْرٍ، وعَنْ يَمِينِهِ أعْرَابِيٌّ، فأعْطَى الأعْرَابِيَّ فَضْلَهُ، ثُمَّ قالَ: الأيْمَنَ فَالأيْمَنَ).
رابعاً: مصاحبة الضيف لباب البيت عند خروجه
يسنّ للمضيف مصاحبة الضيف عند إرادة مغادرته البيت إلى باب المنزل احتراماً له وتوددّاً إليه حتى لا يشعر بالإحراج بالخروج وحده