مدرسة النبوة (19)
مدرسة النبوة (19) مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي
دبلوماسيته ﷺ
إن منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تربية الأمة وإقامة الدّولة كان شاملا متكاملا متوازنا .
كذلك وغرس معلم البشرية صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه التشريع السماوي والمنهج الرباني .
أيضا وكانوا يتبعون خطى الرسول صلى الله عليه وسلم في كلّ صغيرة و كبيرة
معنى السفارة أو الدبلوماسية :
إذا من المعلوم أن السفارة كلمة عربية أصلية ، وذلك على خلاف كلمة دبلوماسية فهي في أصلها من لغة اليونان القديم
كذلك إشتقت من فعل (دبلو) ومعناه يطوى أو يثنى ومنه جاء إسم تلك الوثيقة أو المكاتبة الرسمية التي تطوى أو تثنى ، والتي عرفت بإسم (دبلومة)
أيضا وهذه الوثيقة التي كانت تبعث بها الحكام أو السلطان أو غيرهم في منزلتهم في علاقاتهم الرسمية
وقد كانت تمنح لحاملها إمتيازات كثيرة ومعاملة خاصة أثناء سفره لأداء المهمة الملقاة على عاتقه
السفارة أو الدبلوماسية في العهد النبوي
كما كان صلى الله عليه وسلم هو المعلم الأول للسفراء المسلمين ، وهو مؤسس نظم السفارات ، وواضح أصولها الثابتة
كذلك وقواعدها المحددة ومناهجها القويم الذي اتبعه خلفاؤه من بعد في سبيل بناء الدولة الإسلامية والدفاع عن عقيدتها وكيانها .
أيضا وفي السنة السادسة من الهجرة ،
مدرسة النبوة (19)
كذلك وبعد عقد الصلح مع قريش تتجلى السفارة أو الدبلوماسية الإسلامية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم
فيما بعث من كتب و وفد من بعوث إلى القبائل العربية وإلى ملوك الدول المجاورة و رؤسائها لدعوتهم إلى الدخول في دين الله الحق ،
أيضا وكان من أهم أغراض دبلوماسيته صلى الله عليه وسلم دعوة الناس كلهم إلى دين الله الأحد الصمد ،
كذلك ولإتمام هذا الغرض أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يراسل من حوله من الملوك أو رؤساء القبيلة .
ومن مراسلاته هذه يستطيع لمن يبحث فيها
أيضا أن يفهم أن مجهوداته صلى الله عليه وسلم في المجال الدبلوماسي إنها ترتكز على نشر دعوته صلى الله عليه وسلم ،
ولذا كانت رسالاته التي توجه إلى الملوك ورؤساء القبيلة مصدرة بعبارة ” سلام على من اتبع الهدى
رسالته صلى الله عليه وسلم إلى كسرى
إلى كسرى ملك فارس : ” بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ،
سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأن محمدا عبده ورسوله ، وأدعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة ،
لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين . فأسلم تسلم فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك