السيرة النبويةمدرسة النبوة

مدرسة النبوة (18)

مدرسة النبوة (18)

مدرسة النبوة (18)  مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي

أكرم جار

عظيم هو حق الجار، والأعظم هو الإحسان إليه، وعدم إيذائه، وإكرامه، وعدم الإساءة إليه، تخيل أن سيدنا جبريل عليه السلام

ينزل من فوق سبع سماوات حتي يوصى النبى محمد صلى الله عليه وسلم على الجار،

ذلك لدرجة أن النبى ظن أن جبريل سيجعل الجار يورث فى أموال جاره،

فيقول صلى الله عليه وسلم: “ما زال جبريل يوصينى بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه”.

القرآن الكريم يتحدث عن عظيم حق الجار، فقد أوصى الله تعالى بالإحسان إلى الجار فى سورة النساء فقال سبحانه:

“وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِى الْقرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ”.

رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطالب بإكرام الجار وعدم إيذائه مطلقا،

كذلك بل حذر من يفعل ذلك بأنه فى النار، فنراه صلى الله عليه وسلم يربط بين الإيمان وإكرام الجار، ربطا وثيقا،

أيضا فيقول: (مَن كانَ يؤْمِنُ بالله والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ،ومَن كانَ يؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيكْرِمْ ضَيْفَهُ)،

مدرسة النبوة (18)

وعن أبى هريرة رضى الله عنه، قال:

“قال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أن فلانةَ يذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تؤذى جيرانَها بِلِسانِها..

قال صلى الله عله وسلم: “هى فى النَّار”ِ..أيضا قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فلانةَ يذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها،

وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تؤذى جيرانَها بِلسانِها؟ قال: “هى فى الجنَّةِ”.

أيضا وحق الجار أن تكف عنه الأذى، وهذا أقل ما تفعله تجاه جارك أن لم تكرمه فلا تؤذيه، بقول أو فعل وأن تتغاضى عنه،

كذلك وتتغافل عن زلّاته وتكرمه وتحسن إليه، وتحميه أن تعرض لخطرن وتلقى عليه السلام حينما تراهن وتحترمه،

أيضا وتزوره أن هو مرض وتشاركه فرحه وحزنه وتواسيه إذا وقع فى مصيبة،

وتغض بصرك عن محارمه، ولا تتبّع عوراته، وتدعو له وترفق به، وتستر عليه إذا ظهرت منه معصية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى