السيرة النبويةمدرسة النبوة

مدرسة النبوة (10)

مدرسة النبوة (10)

مدرسة النبوة (10)  مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي

علاج الشهوة

تمتاز الشريعة الإسلامية بميزات كثيرة من أهمها الواقعية والإنسانية، فهي تتعامل مع الإنسان بطبيعته التي خلقه الله عليها، قدراته، وغرائزه، وطبائعه،

أيضا كل ذلك مكشوف على الحقيقة أمام هذه الشريعة، فهي تتعامل معه على علم تام بنوازعه وميولاته،

وذلك مصداق قوله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، فلا غرابة أن نجدها دقيقة التوجيه والترشيد،

وعلى سبيل المثال فقد اعتنت الشريعة بتوجيه الإنسان في التعامل مع الشهوة والغريزة الجنسية،

ذلك على خلاف الثقافات الأخرى التي تعاملت معها بسلبية بائسة،

أيضا كشفت عن مدى التخلف والعشوائية في تلك الثقافات، وعدم صلاحيتها لإدارة هذا الإنسان، وتوجيه نشاطاته وانفعالاته.

 كما يقول أبو الحسن الندوي في كتاب: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين:

“وأما الشهوة فقد امتازت بها ديانة الهند ومجتمعها منذ العهد القديم،

فلعل المواد الجنسية والمهيجات الشهوية لم تدخل في صميم ديانة بلاد مثل ما دخلت في صميم الديانة الهندية،

زاد إلى ذلك عبادتهم لآلة التناسل لإلههم الأكبر  “مهاديو “،

كذلك وتصويرها في صورة بشعة، واجتماع أهل البلاد عليها من رجال ونساء وأطفال وبنات،

أيضا ونقل عن بعض المؤرخين أن رجال بعض الفرق الدينية كانوا يعبدون النساء العاريات والنساء يعبدن الرجال العراة…

هكذا أخذت البلاد موجة طاغية من الشهوات الجنسية والخلاعة، وأسفّت أخلاق الجنسين إسفافًا كبيرًا”. انتهى

كذلك يقول ول ديورانت في قصة الحضارة، وهو يتحدث عن المجالات الأخلاقية في اليونان قديما:

مدرسة النبوة (10)

“وقد كانت الأعياد الكبرى، وهي دينية في أصلها، صمامات الأمان لما طبعت عليه البشرية من شهوة جنسية مختلطة؛

فكانوا في هذه المناسبات يتغاضون عن التحرر من القيود في العلاقات الجنسية،

أيضا وكانت أثينة تعترف بالبغاء رسميًا وتفرض ضريبة على البغايا، وأصبح العهر في أثينة،

كما أصبح في معظم مدن اليونان، مهنة كثيرة الرواد، ذات فروع مختلفة لكل فرع أخصائيات،

وكانت السبيل ميسرة أمام ذات الكفاية للترقي في هذه المهنة”. انتهى،

كما ذكر من تفشي الفواحش وانفلات الشهوات ما ينبو عن فطرة الإنسان السوية.

 

أيضا فقد روى الشيخان في صحيحهما عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابًا لا نجد شيئًا،
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء“.
قال ابن القيم في الطب النبوي: فدل المحبَّ على علاجين: أصلي، وبدلي، وأمره بالأصلي (النكاح)،
أيضا وهو العلاج الذي وضع لهذا الداء، فلا ينبغي العدول عنه إلى غيره ما وجد إليه سبيلا. انتهى.
فالزواج هو الحل الأصيل لقمع حدة الشهوة، وهو سنة المرسلين،
كذلك وسبيل أهل العفاف، وهو أنجع الحلول لكسر سوْرة الشهوة، وهو ملاذ الصالحين عند اشتداد الفتن،
فكيف يمكن اليوم لشاب يعزف عن الزواج مع شدة حاجته إليه، وانفتاح أبواب الفتن عليه.
كما في حديث ابن عباس قال: قال رسول الله – ﷺ -: “«لم ير للمتحابين مثل النكاح». رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
كذلك ورواه ابن النجار بلفظ: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله عندنا يتيمة خطبها رجلان موسر ومعسر
أيضا وهي تهوى المعسر فقال رسول الله ﷺ «لم ير للمتحابين مثل النكاح». فالنكاح علاج العشق كما قال الحكماء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى