القرآن الكريمتدبر

كيف نتدبر القرآن

كيف نتدبر القرآن

تدبر مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان | كيف نتدبر القرآن؟

مَنْ أقبل على القرآن العظيم، واستشعر أنَّه خطاب من الله تعالى موجَّه إليه، يحمل في طيَّاته مفاتيح سعادته في الدُّنيا والآخرة،

أيضا وأنَّه إنْ تدبَّر القرآن واتَّبعه سيتغيَّر حاله إلى أحسن الأحوال الإيمانيَّة لا محالة،

فمِثْل هذا الشَّخص لا يحتاج إلى مَنْ يدلُّه على وسائل تعينه على الانتفاع بالقرآن؛

ذلك لأنَّه قد أصبح مهيّأ للمضيِّ نَحْو الصِّراط المستقيم. غير أنَّه من الصَّعب علينا –

في البداية – أن نكون كذلك؛ بسبب ما ورثناه من أنماط التَّعامل الخاطئ مع القرآن، ممَّا جعل برزخاً بيننا وبين الانتفاع بالقرآن.

وهناك سبل لتدبُّر القرآن يحَصِّل بها مَنْ أراد التَّدبُّر مبتغاه، ويجني بها قلبُه لطائفَ ومعارفَ وأحوالاً ما كان ليحصل عليها،

بل لم تخطر له على بال؛ وبدون هذه السُّبل – المساعِدة على التَّدبُّر – سيتعثَّر دون غايته،

ويتعذَّر عليه مبتغاه، وإنْ أدرك شيئاً فإنَّما هو قليل، لا يشفي عليلاً ولا يروي غليلاً،

وفي ذلك يقول الزَّركشي رحمه الله: «مَنْ لم يكن له عِلْمٌ، وفَهْمٌ، وتقوى، وتدبُّرٌ لم يدرك من لذَّة القرآن شيئاً»[1].

أما والأمر كذلك: فإنَّنا – لكي نصل إلى شيء من لذَّة القرآن – نحتاج معرفة السبل المعينة على التَّدبر،

وهي تنطلق من قاعدة: «تيسير القرآن للذِّكر»، فما دام القرآن ميسَّراً للذِّكر فلا بدَّ أن تكون وسائلُ الانتفاع به ميسَّرةً،

ولكن تحتاج منَّا إلى جدٍّ واجتهاد، وبذلٍ وعزمٍ وصبرٍ، وهذا هو الفرق بين أهل العلم وغيرهم من عوامِّ النَّاس الذين حظُّهم من القرآن تلاوتُه،

ولا علم لهم بتفسيره، الذي هو مفتاح التَّدبُّر[2]. وما يأتي تفصيلٌ لأهمِّ سبل تدبُّر القرآن العظيم:

كيف نتدبر القرآن

 

1- تحسين التِّلاوة:

أَمَرَ الله تعالى بترتيل القرآن – الباعث على تدبره وتفهمه – في قوله: ﴿ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4].

كذلك وحثَّ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم على التَّغنِّي بالقراءة وتحسينها، في قوله: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرآنِ»[3]

2- قراءة اللَّيل:

ممَّا يعين على تدبر القرآن، والتَّأمل في آياته ومواعظه وعبره، صلاةُ اللَّيل والقراءة فيه، وفي ذلك يقول المولى تبارك وتعالى:

﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]. عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال:

«وقوله: ﴿ وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾: هوَ أَجْدَرُ أَنْ يَفْقَهَ في القُرآنِ

3- الإنصات عند سماعه:

أمَرَ الله تعالى عبادَه المؤمنين بالاستماع والإنصات عند قراءة القرآن؛ كي ينتفعوا به،

أيضا ويتدبَّروا ما فيه من الحِكَم والمصالح[16]، فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا قرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ ترْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204].

4- حسْن الابتداء والوقف:

مِمَّا يعين على تدبر القرآن والتَّفكُّر في معانيه، مراعاة حسن الابتداء والوقف أثناء التِّلاوة، وهناك بعض الآيات لها تعلق بما قبلها أو بعدها،

وكثير من القرَّاء لا يراعون حسن الابتداء أو الوقف، ولا يتفكَّرون في ارتباط الكلام بعضه ببعض، ولا يتأمَّلون معاني الآيات

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى