القرآن الكريمتأملات

تأملات (12) مع دمحمد علي

تأملات (12) مع دمحمد علي

هناك فاصل زمني طويل بين الإيمان ونزول الأحكام، وليس هناك فاصل بين الإيمان والدعوة؛ لأن هذه الأمة مبعوثة كالأنبياء للدعوة إلى الله.
وكان كل نبي يعلِّم أمته بعد الإيمان الأحكام، ولكن الله عز وجل بعد بعثة محمد- صلى الله عليه وسلم- أمره أن يعلِّم أمته بعد الإيمان الدعوة إلى الدين،

ثم علَّمهم فيما بعد أحكام الدين في المدينة؛ لأن هذه الأمة مبعوثة كالأنبياء لنشر الدين في العالم.

.حكم الدعوة إلى الله:

الله عز وجل اختار هذه الأمة واجتباها من بين سائر الأمم، وكَرَّمها وشَرَّفها بهذا الدين والدعوة إليه، فالدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم ومسلمة،

كل حسب قدرته وعلمه، والدعوة إلى الله مسؤولية الأمة، وحاجة الأمة.
1- قال الله تعالى: {قلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمشْرِكِينَ (108)} [يوسف/108].
وهذا النص عام، مطلق في الزمان: ليلاً ونهاراً.. ومطلق في المكان: شمالاً وجنوباً.. وشرقاً وغرباً..

أيضا ومطلق في الجنس: العرب والعجم.. ومطلق في النوع: الرجال، والنساء.. كذلك ومطلق في السن:

الكبار والصغار.. ومطلق في اللون: الأبيض والأسود..أيضا ومطلق في الطبقات: السادة والعبيد.. والأغنياء والفقراء.
فالدعوة لهؤلاء واجبة؛

لأنهم من الناس، وهذا الدين لكل الناس.. والدعوة من هؤلاء إذا أسلموا واجبة؛ لأنهم من أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- وأتباعه.

تأملات (12) مع دمحمد علي

2- وقال الله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)} [إبراهيم/52].
3- كذلك وقال عليه الصلاة والسلام يوم النحر في حجة الوداع مخاطباً جميع مَنْ آمن به من أصحابه عرباً وعجماً.. رجالاً ونساء.. أبيضهم وأسودهم.. غنيهم وفقيرهم..

سادتهم ومماليكهم: «لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَإنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ». متفق عليه.
4- أيضا وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم-

قال: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ،

وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». أخرجه البخاري.
5- وببذل الجهد لإعلاء كلمة الله ونشرها تحصل لنا الهداية، كما قال سبحانه:

 {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)} [العنكبوت/ 69].

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى