مدرسة النبوة (7)
مدرسة النبوة (7) مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي
سياسته ﷺ
إذا يعد وصف الأمانة من مؤهلات الإدارة الناجحة للأفراد والمجتمعات فكان النبي ﷺ يلقب بالصادق الأمين.. كما كانت إدارة النبي صلى الله عليه وسلم لأفراد أمته شاملة لجوانب السلوك في الأقوال والأفعال والالتزامات.. كذلك بين القائد والاتباع وكان الإعداد يجري وفق السياسات الآتية:
1. سياسة التعليم والتدريب :
أيضا إذ كانت سياسة النبي ﷺ في التعليم قائمة على التيسير والتبشير كما أخبرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. بأن النبي ﷺ ما خير بين أمرين قط إلا أخذ ايسرهما ما لم يكن اثما فإن كان اثما كان ابعد الناس عنه .. كما كان ﷺ يحث اتباعه على الأخلاق الفاضلة والتفكير بمعايير الصحة والبطلان.
مدرسة النبوة (7)
2. سياسة الرقابة والتقويم :
كذلك كانت التربية الأخلاقية في عملية التحول من المجتمع الجاهلي إلى المجتمع الإسلامي ..أيضا جهاز الرقابة على السلوك من خلال تحميل الفرد المسلم المسؤولية في إزالة الفساد من المجتمع حسب قدرته وطاقته .. فقال الإمام النووي بهذا الصدد في شرح حديث النبي محمد ﷺ “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه.. فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”..أيضا فبقلبه معناه فالكراهة بقلبه .. وليس ذلك بإزالة او تغيير منه للمنكر ولكنه هو الذي وسعه.
كذلك قد بيّن النبي ﷺ مسؤولية الفرد في إصلاح المجتمع بما جاء في رواية الإمام البخاري أن النبي قال :” مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة .. فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها.. وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم.. فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقنا.. فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا”.
3. سياسة الانتقاء والتوصيف:
كانت إدارة الأفراد وتنظيم المجتمع على هدي الإسلام تتطلب إرادة جماعية وشعورا متناميا بالمسؤولية الاجتماعية، فقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة بالغة محاولات التعويق وأساليب القوى المضادة من اليهود والمنافقين والمبثوثين من المسلمين، فقد جاء في تفسير قوله تعالى: لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُواْ خِلَٰلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّٰعُونَ لَهُمْ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ. القلوب الحائرة تبث الضعف في الصفوف والنفوس الخائنة خطر على الجيوش ولو خرج أولئك المنافقون ما زاد المسلمين قوة بخروجه بل لزادوهم اصظرابا وفوضى وفي المسلمين من يسمع لهم في ذلك الحين