السيرة النبويةمدرسة النبوة

مدرسة النبوة (15)

مدرسة النبوة (15)

مدرسة النبوة (15)  مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي

حياته ﷺ الزوجية

لقد كانت السكينة، والمودة، والرحمة ترفرف على بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ،

أيضا وكان تعامله مع أزواجه، رضي الله عنهن، يمثل الذروة في الرحمة، والشفقة، والألفة،

ولكن على الرغم من كل ذلك، وعلى الرغم مما كان صلى الله عليه وسلم يتعامل به من أخلاق سامية،

إلا أن ذلك لم يكن ليحول دون وقوع بعض المشكلات العابرة بين أزواجه صلى الله عليه وسلم ،

وهي مشكلات تؤكد بشرية النبي صلى الله عليه وسلم ،

كذلك وتنطلق من واقعية الدين الإسلامي، وتعامله مع النفس البشرية، وما تحمله من صفات خلقية تزيد وتنقص،

وهذا ما يجعل بعضا من هذه المشكلات الأسرية تخرج إلى السطح،

أيضا وتروى في ذلك أحاديث نبوية إلى قيام الساعة، وفي ذلك من الحكمة ما لا يخفى،

حيث نسترشد نحن بهديه صلى الله عليه وسلم القولي، والفعلي في التعامل مع هذا الجانب من جوانب الحياة.

مدرسة النبوة (15)

ونحن في هذه العصر، الذي اتسم بتعقده، وتشابكه، وكثرة المشكلات الأسرية

أيضا وتزايدها بأمس الحاجة إلى الهدي النبوي في التعامل مع هذه المشكلات لعلاجها،

ومن ثم السير بقطار الحياة الزوجية بهدوء وسكينة، وصولا إلى المودة والرحمة والسكن، الذي ذكره الله عز وجل في قوله: 

( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) (الروم:21). [ ص: 105 ]

كذلك لقد وضع الإسـلام منهجا وقائيا لمنع المشكلات الأسرية ابتداء، فحدد الحقوق والواجبات بشكل عام،

ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

 ( ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تـكرهون،

ولا يأذن في بيوتكم لمن تـكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن ) [1] .

كما نهى عن مفاجأة الأهل لمن قدم ليلا من سفر، وعلل صلى الله عليه وسلم

ذلك لكي تستـعد الزوجـة لزوجها فتكون بأحسن حال بعد غيبته،

كذلك فلا ينفر منها، أو يقع في قلبه عليها، ومخافة أن يخونهم، أو يلتمس عثراتهم، وهذا ما بوب به البخاري هذا الحديث،

أيضا وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 

( إذا قدم أحدكم ليلا فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة ) [2] .

أيضا ونهى عن نشر أسرار ما يكون بينهم، حتى لا يوغر صدر أحدهم على الآخر،

ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

 ( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى