مدرسة النبوة (14)
مدرسة النبوة (14) مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي
الأطفال في عهده ﷺ
الطفل هو رجل المستقبل، ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان،
ومن ثم اهتم النبي ـ صلى الله علي وسلم ـ بأمر الطفل وتربيته منذ اللحظات الأولى لمجيئه للحياة،
بل قبل أن يوجد، فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرجل باختيار الزوجة الصالحة،
التي ستكون أما ومدرسة للطفل، كما رغب المرأة في إيثار الزوج الصالح، الذي سيكون أبا وقدوة له،
ذلك لينشأ الطفل ويتربى في بيئة صالحة، ويصبح عضوا نافعا في بناء المجتمع والأمة ..
أيضا ومن هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في معاملته للطفل أن يستقبل في أوائل حياته بالفرح والبشر، فعن سلمان بن عامر الضبي
قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول:
( مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى ) ( البخاري ).
كما حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تسمية الطفل واختيار الاسم الحسن له،
حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :( أحب الأسماء إلى الله تعالى، عبد الله وعبد الــرحــمـن ) ( مسلم )،
مدرسة النبوة (14)
وفي ذلك اهتمام بالطفل منذ ولادته، ومكرمة له تساعده على الابتهاج حين يُدْعى باسم حسن ..
وهكذا تبدأ وتتدرج من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العناية بالطفل والاهتمام به،
أيضا من خلال توجيهات نبوية كريمة، في كل مرحلة من مراحل نموه،
ذلك بدءاً بغرس المعاني الإيمانية، وتعويده على العبادة، ومرورا بالنواحي الخُلقية والنفسية ..
كذلك فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغرس في قلب الطفل المعاني الإيمانية،
ويظهر ذلك في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الله بن عباس :
( يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله،
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،
ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف )
( أحمد ).
كذلك ومن صور اهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل أمره للوالدين بتعويد طفلهما على طاعة الله، حتى ينشأ حسن الصلة بالله عز وجل،
أيضا فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
🙁 مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع )