مدرسة النبوة (13)
مدرسة النبوة (13) مع الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي
كرامة النساء في عهده ﷺ
نقدم نماذج من دور المرأة المسلمة في العهد النبوي؛ كذلك ليتبين لنا الدور المهم، الذي لعبته المرأة المسلمة لنصرة الإسلام،
أيضا وسنفصل هذا الدور من خلال ثلاثة محاور رئيسة، ودورها السياسي والعسكري.
أولا: الدور الدعوي
والحديث عن الدور الدعوي يتضح من خلال ستة عناوين مهمة، أذكر أربعة منها في هذا المقال، وأكمل بإذن الله في المقال التالي، وهي:
السبق إلى الإسلام
وهنا سنجد كيف كانت المرأة سابقة للإسلام،
فقد روى الطبراني في الكبير، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم غداة الاثنين،
وصلت خديجة رضي الله عنها يوم الاثنين من آخر النهار، وصلى على يوم الثلاثاء،
كذلك فمكث علي يصلي مستخفيا سبع سنين وأشهرا قبل أن يصلي أحد.
وعليه فإنها حملت مع النبي الكريم أعباء الدعوة المباركة، ولا شك أن البدايات الأولى للعمل الدعوي،
أيضا شكلت مرحلة حرجة جدا، فانكشاف الدعوة يعني تحييد القيادة عن الجنود، بأي شكل كان،
وبالتالي خلخلة الصف، نتيجة انعدام المعلومة، وانقطاع التواصل الفكري والدعوي، وهو ما يعني انتهاء هذه الفكرة في مهدها،
كذلك سيما وأن أنصارها قلة، ولذلك فإن ازدياد عدد المسلمين، وتواصلهم التربوي مع القيادة،
ذلك دون أن يلفت ذلك انتباه أحد، يعد نجاحا كبيرا، للمرأة والرجل، الذين لم يتوقفا عن العمل في ظروف خطيرة،
أيضا والأهم من ذلك، أنهما حافظا على أمنهما الشخصي، وأمن كافة عناصر الدعوة
مدرسة النبوة (13)
طلب العلم ونشره
أيضا حرصت النساء على حضور مجالس العلم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،
كذلك فلم يؤثرن أحدا بحظهن من رسول الله، ولو كانوا أزواجهن،
ففي صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم:
“غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن،
فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار، فقالت امرأة: واثنين، فقال: واثنين”.
أما عن دورهن في نشر العلم، فخير مثال له، السيدة عائشة رضي الله عنها،
كما يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، مبينا فضلها في تعليم الصحابة:
“ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما”.
كذلك ولم تكن أم المؤمنين فقيهة فحسب، بل كانت عالمة بالشعر والتاريخ والطب