القرآن الكريمنساء في القرآن

نساء في القرآن |إمرأة زكريا

نساء في القرآن |إمرأة زكريا

سوف أسرد لكِ اليوم أيتها المباركة قصةَ امرأة فريدة من نوعها، امرأة مباركة من شجرةٍ مباركة نبتت نباتًا حسنًا طيبًا، تؤتي أُكُلَها كل حين، وكيف لا؟

وهي زوجة نبيٍّ؛ زكريا عليه السلام، وأم نبي؛ يحيى عليه السلام، وخالة نبي؛ عيسى عليه السلام.

اجتمعت عليها هذه الفضائل كلها؛ فقدَّمت لنا امرأة عظيمة ذات قدر جليل عند الله وعند من حولها،

اسمها إيشاع بنت عمران زوجة نبيِّ الله زكريا عليه السلام.

شاء الله أن تكتبَ عنده عاقرًا، وزوجها شيخ كبير؛ كما جاء في القرآن في قوله تعالى:

﴿ لِلَّهِ ملْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذكُورَ *

 أَوْ يزَوِّجُهُمْ ذكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49، 50].

أيضا فآمنت بقدر الله، وصبرت وتحمَّلت فقد النعمة التي حرمت منها،

لطالما كان يحن قلبها وزوجها إلى طفلٍ يجلب السعادة، ويرث من بعدهما، فلم يستسلما،

وكانا يظنَّان بالله الظنَّ الحسن، وكانا دائمي الدعاء؛ لعل هذا اليوم أن يأتي ويستجيب الله دعاءهما.

ذكرت قصتها في ثلاث سور: في سورة آل عمران، ومريم، والأنبياء،

نساء في القرآن |إمرأة زكريا

وكانت بدايتها في سورة آل عمران عندما دخل سيدنا زكريا على مريم عليها السلام، وهو من تكفَّل برعايتها، ووجد عندها رزقًا طيبًا، فسألها:

﴿ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]؛

هنالك طَمِع سيدنا زكريا فيما عند الله؛ لما رأى بعينه نِعَم الله على مريم،

ودعا قائلًا: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، وكان العجب أن الإجابة لم تتأخَّر، وجاءت فورًا:

﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهوَ قَائِمٌ يصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39]؛

فتعجَّب سيدنا زكريا وتساءَلَ كما يفعل أيُّ إنسان مهما كان نبيًّا فهو بشر،

وقال: ﴿ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ﴾ [آل عمران: 40]؟!

فكانت الإجابة: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 40]،

وفي سورة مريم كانت الإجابة مفصَّلة:

﴿ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴾

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى