القرآن الكريمقضايا قرآنية

قضايا قرآنية

مفهوم الإصلاح والصلاح

قضايا قرآنية

مفهوم الإصلاح والصلاح

لمفهوم الإصلاح ميزة خاصة، ذلك أن تناوله نظرياً يجعلنا في قلب الوقائع الراهنة، على اعتبار تلازم علاقة المفهوم مع التنزيل العملي له، والإصلاح له ارتباط وثيق بمفاهيم المصلحة والمفسدة، ذلك أن الغاية من الإصلاح هي السعي نحو تثبيت المصالح عامة، ودرء المفاسد عامة، بما يعود بالنفع على المجتمع.

كذلك والمصالح العامة هي كما عرفناها هي التي تكون مرتبطة بتنمية القدرات البشرية للبلاد بغاية:
• أن تكون معتزة بالشخصية العامة للمجتمع هوية وذاكرة وتاريخاً وتراثاً، متنوراً مشجعاً على البذل والاجتهاد.
•أيضا وبما يؤهلها أن يكون نفعها متعدياً في تحقيق نهضة البلاد وتبويئها مكانة معتبرة على مستوى خدمة البشرية.
كما أن المفاسد العامة هي التي تقضي على الوازع الوطني، وتفكك لُحمة البلاد.. أيضا وتزرع التواكل داخلها، وتشجع على سيادة منطق المنفعة الشخصية الذاتية والخلاص الفردي.. ذلك مما يجعل مساحة العطاء التنموي ونفعها العام ضئيلة.. أيضا بالمقارنة مع مساحة الفساد بكل أنواعه المالي والاقتصادي والسياسي والأخلاقي

قضايا قرآنية

زاوية المفهوم

كما جاء في لسان العرب: “الإصلاح نقيض الإفساد، وأصلح الشيء بعد فساده: أقامه”.. أيضا وفي المحيط: “الصلاح: الاستقامة، الخلو من الفساد والعيب”، و”الإصلاح: التقويم والتغيير نحو الأَحسن والأرقى”.

أيضا يتبين إذن من هذه التعريفات اللغوية إقران الإصلاح والصلاح بنقيضيهما اللذين هما الإفساد والفساد.. كذلك والتأكيد على أن الإصلاح هو تقويم نحو الأحسن، وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار الإصلاح بمثابة إرادة وفعل .. أيضا تحويليين من وضع معين إلى وضع مغاير أفضل من سابقه، من جهة تثبيت أكبر قدر من المصالح العامة ودفع أكبر قدر من المفاسد..  كما عرفناها، بما يعود بالنفع على المجتمع ويحقق نهضته وتبويئه مكانة معتبرة ضمن المجتمعات النافعة.

زاوية الأثر والغاية

إذا لمسيرة الإصلاح بوصلة تحدد بمحددين أساسيين:
1. اعتبار الحال الراهن للواقع المراد إصلاحه.
2. اعتبار مآل العملية الإصلاحية المراد تنزيلها على هذا الواقع.

وعلى أساس هذين المحددين يمكن تجلية غاية وأثر الفعل الإصلاحي، وبالتالي تقييمه وتقويمه:
فالغاية تقاس بمآل العملية الإصلاحية عموماً من خلال السعي العملي لاستكمال متطلبات الإصلاح.

والأثر يقاس بمدى فاعلية أدواتها راهناً من خلال حفظ ما تبقى من المكتسبات الإصلاحية، واستمرار الفعل في كسب مساحات أخرى لتثبيت الأثر الإصلاحي عليها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى