القرآن الكريمتدبر

هل أنت معتز بدينك

هل أنت معتز بدينك

تدبر مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان | هل أنت معتز بدينك؟

كما أن من طبيعة البشر وفطرتهم التي فطرهم الله عليها أن يعتزوا دائما بنسب أو مال أو جاه أو غيره،

فالإنسان مجبول على حب البحث عن العزة بأي سبب من الأسباب.

إذا عباد الله إن الناس أقسام أول قسم منهم الكفار:

هؤلاء الذين يعتزون بكفرهم وشركهم وقديما اعتز المشركون بعبادتهم للأوثان،

فقال – تعالى -: {وَاتَّخَذُوا مِن دونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا – كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا​}،

وهؤلاء سحرة فرعون ظنوا أن العزة بيد فرعون فتحدوا موسى بذلك، فقال – تعالى -:

{وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ}

وهذا القسم من الناس عباد الله خائب في الدنيا خاسر في الآخرة.

أيضا والقسم الثاني: هم المنافقون الذين يطلبون العزة من موالاة الكفار والترامي في أحضان أعداء الأمة ظانين أن الغلبة لهؤلاء الكافرين

أن حالهم بالعلو دائم متجاهلين سنن الله في الكون فقال – تعالى – في وصف هؤلاء :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ – 

فَتَرَى الَّذِينَ فِي قلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فيصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ​}.

وتجد هؤلاء القوم يصرون على موقفهم

هل أنت معتز بدينك

مع أن الله – سبحانه – أخبرنا في كتابه خطأ ظنهم، وحسم العزة لنفسه جل جلاله، فقال – تعالى -:

{بَشِّرِ الْمنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا – الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا​}.

كذلك وهذا القسم خائب أيضا في الدنيا وخاسر في الآخرة والعياذ بالله.

أما القسم الثالث: عباد الله فهم المؤمنون الصادقون الذين ارتضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيا ورسولا

أيضا هؤلاء الذين علموا وتيقنوا أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين،

كذلك وساروا طلبا للعزة منطلقين من قوله – تعالى -: {مَن كَانَ يرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}.

إذا فالمؤمن عباد الله يعلم أن الله – سبحانه – هو الذي يعز ويذل،

أيضا وهو الذي يؤتي الملك وينزعه ولا يقوم بذلك إنس ولا جن لا ملك ولاحاكم ولا طاغوت ولا سواهم

مصداقا لقوله – تعالى -:

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

أيضا ومن هنا اعتز هؤلاء النفر بالله وبدينهم وبإسلامهم، لم يلتفتوا للباطل ولا لأهله، ولم ينظروا للظلم وجولته، وإنما زرعوا في قلوبهم

كذلك قول الله – تعالى -: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ​}.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى