القرآن الكريمنساء في القرآن

نساء في القرآن |إمرأة أبي لهب

نساء في القرآن |إمرأة أبي لهب

لقد تضمّن القرآن الكريم العديد من القصص التي تناولت أخبار نساء صالحات وأخريات أضلهنّ الشيطان، فكانت النتيجة أن أهلكهن الكفر…

فكنّ بعد ذلك أمثلة تُضرب على مرّ التاريخ للدِّلالة على أنّ عاقبة الكفر والصدّ عن سبيل الله وخيمة؛

وهي الخِزي والتحقير والمهانة في الدنيا، والخلود الأبدي في النار يوم القيامة…

ومن هذه النماذج امرأة قال الله سبحانه وتعالى فيها في سورة المسد:

{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}، فمن هذه المرأة؟

هي أروى بنت حرب ابن أمية أخت أبي سفيان بن حرب، ولقد عرفت بكونها عوراء وكنيتها “أم جميل”

وهي زوجة عدوّ الله أبي لهب وشريكته في الحملة الشرسة التي استهدفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي لم تتوانَ فيها “أم جميل”

عن استخدام كل الوسائل الممكنة للتنفيث عن حقدها الدفين وبغضها للإسلام والمسلمين؛ لذلك يمكننا القول:

إنّ شخصيتها يمكن أن يستمدّ منها الدروس والعِبَر التي يجب أن تستفيد منها كل امرأة لا سيما نساء اليوم حتى لا يكون حالهنّ

ومصيرهن شبيهًا بحال ومصير أم جميل التي بسبب نفورها من الإسلام وإعراضها عن كتاب الله أضحت:

 مثالًا للمرأة التي تعين زوجها على سلوك طريق الكفر والشرّ والمعصية ولا تعينه على اتِّباع طريق الهداية والإيمان،

نساء في القرآن |إمرأة أبي لهب

فكانت بذلك بعيدة كل البعد عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة).

فهي كانت شرّ متاع لأبي لهب لأنّها دومًا تقف وراءه تعاونه وتحرّضه

وتدفعه إلى الاعتداء على المسلمين وإيذائهم والتصدي لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم.

ولكونها شريكته في الأذى والشرّ والكفر في الدنيا، فقد استحقّت أن تكون قرينته في العذاب يوم القيامة.

 أم جميل نموذجًا للجارة السيئة التي أعماها الحقد وأطغاها الكفر فانعكس بذاءةً في لسانها وسوءً في سلوكها وأخلاقها،

ويتجلّى ذلك في العديد من المواقف التي تعرّضت فيها أم جميل للرسول صلى الله عليه وسلم والتي لم تراعي فيها حقوق القرابة والجوار،

فهي لم تتوانَ عن هَجْوه صلى الله عليه وسلم عندما نزلت فيها وبزوجها سورة المسد؛ فقالت: مذمّمًا عصينا        وأمره أبينا             ودينه قَلينا

ولم تتورع أيضًا عن رمي الأشواك ونثرها في طريقه…

ولا عجب في ذلك لأنّها كانت بعيدة عن هَدْي الإسلام وتعاليمه التي تدعو إلى صلة الأرحام

وإلى حسن معاملة الجار والرِّفق به والابتعاد عن الفُحش في الكلام

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى