قضايا قرآنية (1)
قضايا قرآنية (1) … مع مصباح سيدي
بمعنى أن الانسان قد كلف بمهمة هذه الحياة هي تعمير الأرض تعميرًا ماديًا وتعميرًا معنويًا لأن هذا التعمير لا يمكن أن يتم الا بالعمل
كذلك الا بأن يمارس الانسان هذا العمل سواء العمل اليدوي أو العمل الفكري أو العمل المتمثل في الخدمات
أو العمل المتمثل في التربية أو القيام على شؤون البيت والأولاد والأطفال وكل هذا من العمل،
أيضا وقيمة الانسان انما هي فيما يعمل فالإنسان البطال لا قيمة له، والانسان العامل المنتج ترقى قيمته بقدر ما يرقى في عمله،
ولهذا فان القران الكريم أمرنا بالعمل” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”
كذلك والعمل ليس مرتبط بالحاجة حتى الثري جدا الذي له من الأموال ما يكفيه
أيضا ولا يحتاج لمال يجب عليه أن يعمل لأنه خلق ليعمل لأنه خلق ليعمر والتعمير لا يكون الا بالعمل،
العمل قيمة عظمى ينبغي علينا نحن كمسلمين أن ننبه الناس اليها وان نحييها بالضمير الديني للمسلمين،
فقد شهدت هذه القيمة قيمة العمل تدهورًا كبيرًا في الضمير الايماني للمسلم،
ذلك بالرغم من علو هذه القيمة في القران الكريم وفي الهدي القرآني
نتأمل في بعض الآيات القرآنية منها الآية القرآنية ” وقل اعملوا” قول يؤدي إلى عمل أو عمل يترتب على قول، كما في قوله تعالى” لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”
قضايا قرآنية (1)
هذه الآية لها معنيان اثنان
المعنى الأول
أن من يقول لا بد أن يستحضر لا بد عليه أن يستحضر العمل المرافق للقول،
خطيب الجمعة حتى عندما يتحدث عن الصدق والأمانة لا بد أن يكون بمستوى ذلك زعيم الحزب السياسي
عندما يتحدث عن مشروع عن انجاز عن عدالة لا بد أن يكون له شيء من ذلك أو كل ذلك بحسب الظروف والسياقات، هذه الآية المعنى الأول،
المعنى الثاني
لهذه الآية” لم تقولوا مالا تفعلون” كأن القرآن يشير هنا إلى الالتفات إلى أقدار التحقق مما يرفع من أقوال وشعارات الذين يرفعون الشعارات
ويقولون أقوالًا ليس لها أقدار من التحقق في الواقع انما هم يدخلون تحت مدلول هذه الآية الكريمة
ولذلك القرآن كأنه يقول اياكم ان تتحدثوا أحاديث شعبوية عامة عاطفية لا أثر لها في الواقع،
النزعات الشعبية التي تعرف الآن في عالم السياسة والفكر التي ترفع شعارات فضفاضة حماسية
أيضا تزايد على الآخرين من غير أن تبني شعاراتها على خطط ومناهج وتشخيص
كذلك وتدقيق ومشروعات حقيقية قادرة على التحقق على أرض الواقع هذه نزعات أقرب ما تكون الى القول المعزول عن العمل،
لماذا العمل المبني على القول؟ لأن العمل هو الإنتاج هو الإنجاز العمل هو التعمير
أيضا وكل عمل نافع سواء أكان عملاً فكرياً أو يدويًا أكان عملاً سياسيًا أم مجتمعيًا أم كان عملاً تعبديًا بالمعنى المعروف للعبادة،
أو العام من عمارة أرض من استثمار رزق أو تطوير شعب، تحقيق سيادة، إقامة ثورة عادلة شعبية إنسانية