نظرات (6) مع الداعية طه هندي
بنو إسرائيل والحرص علي الحباة
﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ [البقرة: 96] ﴿ وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111].
إن الذي لا يؤمن بالحياة الأخرى ولا يرجو ثواب أعماله… كما يجد أن فرصته الوحيدة هي هذه الدنيا فيهتبل الفرص الإشباع لذاته واستغلال المتاح أمامه.
أما الذي يؤمن بالآخرة وثوباها فيحد كثيراً من رغبات النفس ويلزم نفسه حدود الشرع والمبادئ السماوية.
كذلك وواقع اليهود وأفعالهم ومخططاتهم تدل على أنهم لا يؤمنون باليوم الآخر.. بل حرفوا التوراة ليجعلوا المراد من اليوم الآخر ما ينعكس على المؤمنين به في الحياة الدنيا .. ذلك في صورة من الصور وأن الصالحين من الأموات سينتشرون في الأرض ليشتركوا في ملك المسيح الذي سيأتي في آخر الزمان.. فإذن الحياة الآخرة عندهم في الدنيا أيضاً ولكنها حياة ثانية بالنسبة للصالحين..أيضا وفريق آخر من اليهود ينكر البعث بعد الموت أصلاً ويرى أن ثواب الأعمال الصالحة .. ما تعود على الإنسان من مصالح ولذة متعة في حياته.
أيضا وعقيدة هذا شأنها، وتأويلات لربانيهم في تفسير الحياة الأخرى والبعث بعد الموت هذا مسارها.. لا شك أن مثل هذه العقيدة ستوجد حرصاً على الحياة وتشبثاً بها لا مثيل له.
نظرات (6) مع الداعية طه هندي
لذا حاججهم القرآن الكريم وأبرز تناقضهم: فهم يزعمون أنهم الشعب المختار وأن الدار الآخرة لهم .. كذلك وأنه لا يدخل الجنة معهم أحد وأنها بانتظارهم.. فإذا كان الأمر كذلك فلا يفصل بينهم وبين دخول الجنة ونعيمها إلا الموت الذي يضع نهاية للشقاء والآلام والحرمان.. فهلا تمنوا الموت وسلكوا المسالك التي تؤدي بهم إلى الموت من الجهاد في سبيل الله .. كذلك أو ركوب المخاطر أو حتى التمني والاشتهاء المجرد..أيضا وسجل عليهم القرآن الكريم هذا الاستخذاء والنكوص.
كما يقول تعالى: ﴿ قلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ[1] وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 6 – 7].
أيضا ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هودًا أَوْ نَصَارَى[2] تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قلْ هَاتُوا برْهَانَكُمْ إِنْ كنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ محْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا همْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 111 – 112].
إن المؤمن إذا علم يقيناً أن مأواه إلى الجنة وهو يؤمن بما ينتظره فيها من نعيم مقيم ورضوان من الله تعالى .. كذلك واجتماع بالأحبة من النبيين والشهداء والصالحين.. وإذا أيقن ذلك لا يكون شيء أحب إليه من الانتقال إليها.. أيضا وإذا كان الموت هو البوابة فلا يكون أحب إليه من اقتحام هذه البوابة يصل إلى المطلوب