القرآن الكريمنظرات

نظرات (5) مع الداعية طه هندي

نظرات (5) مع الداعية طه هندي

بقرة بني إسرائيل وضرب القاتل بجثمان القتيل

ولعل أول من لفت النظر إلى التأمل في الجانب النفسي في القصص القرآني من المعاصرين: الشيخ عبد الوهاب النجار، في كتابه: (قصص الأنبياء)، والكتاب كان مقررًا على طلبة الأزهر، وكتبت لجنة من علمائه تقريرًا ينتقد عددًا من الموضوعات في الكتاب؛ لأن المؤلف كانت له نظرات خاصة في بعض الأحداث.

عند حديث الشيخ النجار عن قصة بقرة بني إسرائيل، لم يذهب إلى ما ذهب إليه جمهور المفسرين .. من أن قتيلًا قتل من بني إسرائيل، وأن قريبًا له هو قاتله ليرثه.. فذبحت البقرة وضُرب بجزء من البقرة، فأحيا الله الميت، فنطق باسم قاتله.

بل ذهب إلى أن الآيات تحدثت عن قصتين، قصة ذبح البقرة.. وهو أمر تشريعي لهم عند أحداث القتل، وهناك قصة أخرى، هي قصة قتيل قتل..أيضا ودليل ذلك قوله تعالى: (وإذ قتلتم نفسًا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون. فقلنا اضربوه ببعضها) البقرة: 73،72.

كما يرى النجار: أن القصة الثانية لم تكن ضرب الميت بجزء من البقرة المذبوحة.. بل تكون بإجلاس المتهم، والإتيان بجثمان القتيل من خلفه، ووضع يده على وجهه بالضرب.. كذلك فيوهم نفسيًا بأن الميت قد قام حيًا، أو أنه لم يمت .. فيضطرب نفسيًا عندئذ ويعترف بالجريمة.. وهو ما يقوم به بعض المحققين في العصر الحديث من مواجهة القاتل بجثمان قاتله..أيضا ومن باب التأثير عليه وهزه نفسيًا للاعتراف، أو نظر المحقق له وقت رؤية الجثمان، ورد فعل وجهه.

نظرات (5) مع الداعية طه هندي

سرّ تسمية سورة البقرة بهذا الاسم

ثم نسج على هذا المنوال عالم أزهري آخر، وهو الشيخ صلاح أبو إسماعيل.. فقد سجّل عدة حلقات لتلفزيون الكويت، وفرّغت هذه الحلقات .. وطبعت في كتاب، بعنوان: (اليهود في القرآن الكريم)..أيضا وكان مما فتح الله به على الشيخ صلاح، أنه ناقش لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم؟ .. ذلك رغم أن أسماء السور توقيفية، أي: بوحي من الله تعالى..أيضا وليس من ترتيب البشر. وأن سبب التسمية لورود قصة بقرة بني إسرائيل في السورة.

كذلك فكان مما فسر به أبو إسماعيل سبب التسمية، معنى نفسي، لم أجده ..-فيما أعلم- عند أحد من المفسرين قديمًا وحديثًا.. فقال: إن بني إسرائيل عبدوا العجل من دون الله، فأمرهم الله بذبح بقرة.. والعجل وليد البقرة، والأم أقوى من الوليد، فإذا رأى معبودهم أمًا له تذبح أمامه دون نفع أو ضر..كذلك فهو إسقاط لما أشربوه من عبادة العجل، ودرس عملي في العقيدة، يلقن في النفس بموقف لا ينسى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى