القرآن الكريمنساء في القرآن

نساء في القرآن |إمرأة فرعون

نساء في القرآن |إمرأة فرعون

ثبت أن اسم امرأة فرعون “آسيا”، وقيل إن اسم والدها مزاحم، وقد منّ الله تبارك وتعالى عليها بكفالة نبيه موسى عليه السلام صغيرا،

وقد آمنت به كبيرا، كما أعانها عز وجل على تحمل الأذى في سبيل ثباتها على الدين، فكان ثوابها عند الله عظيما،

فالقرآن الكريم حدثنا عن موقف مشرف لهذه المرأة قبل إيمانها في دفاعها عن نبي الله موسى عليه السلام لدى فرعون واستيعابها له حين أراد فرعون قتله،

وهو الذي جعلها سببا رئيسا في نجاته من القتل والإبقاء على حياته،

وقد كبر بعد ذلك وبعثه الله رسولا، وكان هلاك فرعون ونجاة بني إسرائيل على يديه.

(الدور التربوي للمرأة في قصة موسى، جوهرة عبد العزيز، ص 93).

وبسبب فضل “آسيا” زوجة فرعون وعلو شأنها ورفعة مقامها في الدنيا والآخرة، عدها رسول الله ﷺ من النسوة الكاملات،

كذلك ومن خير نساء العالمين وأفضل نساء الجنة، فعن أبي موسى الأشعري قال رسول الله ﷺ “كمل من الرجال كثير،

أيضا ولم يكمل من النساء إلا آسيا امرأة فرعون ومريم ابنة عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام”.

نساء في القرآن |إمرأة فرعون

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال “خط رسول الله ﷺ في الأرض أربعة خطوط،

ثم قال: تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم،

قال رسول الله ﷺ: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم، امرأة فرعون”.

نموذج للتفاؤل

جاء في كتاب الله تعالى ﴿قرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ القصص: 9،

وكان هذا على لسان آسيا،

ففي الوقت الذي التقط فيه آل فرعون تابوت موسى عليه السلام من الساحل وحملوه إلى فرعون،

كما وقفت امرأة فرعون تدافع عن الطفل الصغير وتذب دونه وتحبب آل فرعون،

وقد حنن الله قلبها عليه وعطفه وحببه إليها كأشد ما يكون الحب ﴿قرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ﴾،

فرجت نفعه وتوسمت فيه الخير، فتركه فرعون،

كذلك وكان موسى عليه السلام سببا في انتفاعه به وإنقاذها من الكفر إلى الإيمان ومن الضلال إلى النور،

كذلك ورفع منزلتها ومقامها في الدنيا والآخرة.

وإن هذا الخطاب الرائع في متانته ورقته وإقناعه

﴿قرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ له أثر في أعظم طاغية عرفه التاريخ البشري،

وقد حمت موسى عليه السلام بتعاطفها وحبها.

أيضا وفي قول آسيا امرأة فرعون ﴿قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ﴾ فضل الفأل الحسن،

كذلك وقد نالها ما رجت من النفع؛ أما في الدنيا فهداها الله به، وجعل لها أحسن الثناء في الآخرين بقوله تعالى

﴿وضرب الله مثلا لِلذِين آمنوا امرأت فِرعون إِذ قالت ربِ ابنِ لِي عِندك بيتا فِي الجنةِ ونجِنِي مِن فِرعون وعملِهِ ونجِنِي مِن القومِ الظالِمِين﴾ التحريم: 11،

فاستعملها الله سبحانه وتعالى بطاعته وصبرها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى