نساء في القرآن إمرأة لوط
إذا الشخصية التي نتحدث عنها هي امرأة ذكرت صفة في القرآن الكريم، وليست اسمًا،
هي زوجة النبي لوط -عليه السلام- أحد أنبياء الله تعالى.
أيضا زوجها هو لوط بن هاران بن تارخ ابن أخي سيّدنا إبراهيم عليه السلام،
عاش ما يقارب من 175 عامًا. وسمي بـ”لوط”؛ لأنّه أحب عمه النبي إبراهيم، وآمن معه،
ولصق به؛ فقد كان إبراهيم -عليه السلام – يحب ابن اخيه كثيرًا.
أيضا نأتي للشخصية الأساسية، وهي “والغة”، أو “والهة”، امرأة النبي لوط،
التي ذكرت في القرآن الكريم في سورة التحريم مع امرأة النبي نوح -عليه السلام –
في قوله تعالى:
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}.
وكانت تعيش مع النبي لوط -عليه السلام- في سدوم،
وهي مدينة في الأردن على البحر الميت، ولكنَّها خانته.
كذلك وتمثلت خيانتها في الوشاية بضيوف زوجها، وكانت تدل قومها على كل ضيف يأتي لزوجها من الرجال.
وذكرت في القرآن الكريم لتكون عبرةً للعالمين،
نساء في القرآن إمرأة لوط
فرغم أنها زوجة نبي، ولكن لم تنفعها صلة القرابة هذه عند الله تعالى؛ فأهلكها الله تعالى بكفرها وخيانتها.
كما جاهد سيدنا لوط -عليه السلام- قومه جهادًا كبيرًا، وأقام عليهم الحجة،
ودعاهم للإيمان والإسلام كثيرًا، لكن زوجته كانت إلى جانب قومها رافضة دعوة لوط -عليه السلام- الإيمانية،
فأهلكها الله تعالى مع قومها عندما أمر الله تعالى النبي لوط -عليه السلام- بأن يخرجَ هو وأهله من تلك القرية الظالمة،
وأمرهم بألا يلتفتَ منهم أحد؛ لأن الله سيهلك أهل هذه القرية المجرمين، لكن عند خروجهم من القرية التفتت امرأة لوط،
فأهلكها الله مع قومها بكفرها وخيانتها لزوجها بنقلِ أخباره إلى قومها. قال تعالى:
{فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}.
قالت الملائكة للوط عليه السلام: يا لوط، إنا رسلٌ أرسلنا الله، لن يصل إليك قومك بسوء، فاخرج بأهلك من هذه القرية ليلًا في ساعة مظلمة،
ولا ينظر أحدكم إلى ما وراءه، إلا امرأتك ستلتفت مخالفة؛ لأنه سينالها ما نال قومك من العذاب، إن موعد إهلاكهم الصبح، وهو موعد قريب.
ضرب الله مثلًا للذين كفروا بالله وبرسله – أن علاقتهم بالمؤمنين لا تنفع بحال – امرأتَيْ نبيَّيْنِ من أنبياء الله: نوح ولوط عليهما السلام،
فقد كانتا زوجتين لعبدين صالحين، فخانتا زوجيهما؛ بما كانتا عليه من الصد عن سبيل الله، ومناصرة أهل الكفر من قومهما،
فلم ينفعهما كونهما زوجتين لهذين العبدين الصالحين، وقيل لهما: ادخلا النار من جملة الداخلين فيها من الكفار والفساق.