نساء في القرآن |سودة بن زمعة
هي سودة بنت زمعة بن قيس العامريَّة القرشيَّة أم المؤمنين، وهي أوَّل امرأةٍ تزوَّجها النبيُّ بعد خديجة رضي الله عنها.
كما أسلمت قديمًا وبايعت، وكانت عند ابن عمٍّ، وأسلم أيضًا، وهاجروا جميعًا إلى أرض الحبشة، في الهجرة الثانية.
أيضا مات زوجها عندما قَدِما مكة ، وقيل: مات بالحبشة، فلمَّا حلت خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوَّجها.
قصة زواج النبي من السيدة سودة
إذا فقدكان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير أحزان كبرى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم،
ذلك وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب -كما سبق أن أشرنا- حتى سُمِّي هذا العام بعام الحزن.
أيضا وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، كما أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم،
لذلك بعثوا إليه خولة بنت حكيم السلمية -رضي الله عنها- امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنه تحثُّه على الزواج من جديد.
وهنا جاءته خولة رضي الله عنها، فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوَّج؟
فقال: “ومَنْ؟”
قالت: إنْ شئتَ بكرًا، وإنْ شئتَ ثيِّبًا.
فقال: “ومَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ؟”
قالت: أمَّا البكر فابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة رضي الله عنها، وأما الثيِّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك.
قال: “فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ”.
فانطلقت السيدة خولة -رضي الله عنها- إلى السيدة سودة، فقالت: ما أدخل الله عليك من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك؟
أيضا قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك إليه.
قالت: وَدِدْتُ، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له. وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنُّ قد تخلَّف عن الحجِّ، فدخلت عليه، فحيَّته بتحية الجاهليَّة، فقال: مَنْ هذه؟
قالت: خولة بنت حكيم.
قال: فما شأنك؟
قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة.
فقال: كفء كريم، ما تقول صاحبتك؟
قالت: تحبُّ ذلك.
قال: ادعيها إليَّ. فدعتها.
قال: أيْ بنَيَّة، إنَّ هذه تزعم أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبكِ، وهو كفء كريم، أتحبِّين أنْ أزوِّجَكِ به؟
قالت: نعم.
قال: ادعيه لي.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوَّجها إيَّاه.
كذلك فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحجِّ، فجاء يحثي على رأسه التراب. فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة[1].
نساء في القرآن |سودة بن زمعة
مكانة سودة
كذلك ممَّن روى عنها من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما،
أيضا وممَّن روى عنها من التابعين يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن، ويوسف بن الزبير، ومولى الزبير بن العوام.
وفاة سودة رضي الله عنها
توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت رضي الله عنها سنة 54هـ.