القرآن الكريمقضايا قرآنية

قضايا قرآنية (11)

قضايا قرآنية (11)

قضايا قرآنية (11) مع مصباح سيدي

للعلم قيمةٌ ومَنزلةٌ كبيرةٌ في الإسلام، وهذا واضحٌ وظاهِرٌ كظُهور الشَّمس في كبد السَّماء في نصوص الوحيَينِ – القرآن والسُّنة – وفي آثار السَّلف الصالح أيضًا.

وصاحبُ القرآن المداوِم على قراءته ومطالعته يجِد أنَّ العلم من أكثر المجالات ذِكرًا في القرآن الكريم؛

فقد ورد لفظُه ومشتقَّاته: (عليم، علمتم، عالم، علماء، نعلم… إلخ) ثمانمائة وستًّا وخمسين مرَّة[1]،

ولا تكاد تَخلو سورة من سوَر القرآن الكريم من الحديث عن العلم، سواء بطريقة مباشرة أو غير مُباشرة.

وهذا يدل دلالةً قاطعةً على حِرص الإسلام على أن يكون أتباعُه ومعتنقوه محبِّين للعلم؛ لِما له من ميزات وفضائلَ كثيرة.

قبسٌ من فضل العلم:

بالعلم يَعلو قدر الإنسان بين النَّاس، ويصبح ذا مكانةٍ مَرموقة بينهم، وإن كان أصغرهم سنًّا، أو أشدهم فقرًا.

قضايا قرآنية (11)

وصدق الشَّافعيُّ إذ قال:

فلعلَّ يومًا إن حضرتَ بمجلسٍ ♦♦♦ كنتَ الرَّئيس وفخرَ ذاك المجلسِ

قال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما: “كان عمر يدخلُني مع أشياخ بدرٍ،

فقال بعضهم: لِمَ تدخِل هذا الفتى معنا ولنا أبناءٌ مثله؟ فقال: إنَّه ممَّن قد علِمتُم،

قال: فدعاهم ذات يومٍ ودعاني معهم، قال: وما رئيته دعاني يومئذٍ إلَّا ليريهم منِّي، فقال:

ما تقولون في ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ﴾ [النصر: 1، 2] حتى ختَم السورة، فقال بعضُهم:

أمِرنا أن نحمد اللهَ ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئًا،

فقال لي: يا بن عبَّاسٍ، أكذاك تقولُ؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلَمَه الله له؛

﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾؛ فتح مكَّة، فذاك علامة أجَلِك، ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 3]،

كذلك قال عمر: ما أعلم منها إلَّا ما تعلم”؛ رواه البخاري.

إذا فحريٌّ بكلِّ ذي لبٍّ عرَف مكانةَ العلم وحاملِه أن يحرِص عليه، وأن يداوِم عليه؛ ليرتفع قدره عند الله، ويَعلوَ شأنه بين الناس.

أيضا ولا يلتفتنَّ أحدٌ إلى المقولات المحبِطة للهِمَم، والكاسِرة للعزائم، أمثال:

 “العلم في الرَّاس، مش في الكرَّاس!”.

 “بعد ما شاب، ودوه الكتَّاب!”.

 “العلم علم الخرق، وليس علم الورق!”؛ كما يقول الصوفيون.

إذا فينبغي على الإنسان أن يتعلَّم ما بقيَت روحه في جسده، وأن يموت وهو عالِم خيرٌ من أن يموت وهو جاهِل.

أيضا وصدَق القائل:

كفى بالعلم شرَفًا أن يدَّعيه مَن ليس منه، وكفى بالجهل عارًا أن يتبرَّأ منه مَن هو فيه

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى