الحكاية من البداية مع د مروة إبراهيمبرامجنا

شيطان مؤمن

شيطان مؤمن

شيطان مؤمن الحكاية من البداية (18) مع د مروة إبراهيم

عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلّى اللَّه عليه وَسلّم قال : «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُنْضِي شَيَاطِينَهُ ، كَمَا يُنْضِي أَحَدُكُمْ بَعِيرَهُ فِي السَّفَرِ». رواه أحمد (8927).
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (2/793) :

«لأنه كلما اعترضه صبَّ عليه سياطَ الذكر والتوجه والإستغفار والطاعة ، فشيطانه معه في عذاب شديد ،

ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة ولهذا يكون قويا عاتيا شديدا».
يفسره ما رواه معمر بن راشد في جامعه (154) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : « إن شيطان المؤمن يلقى شيطان الكافر ،

فيرى شيطان المؤمن شاحبا ، أغبر مهزولا ، فيقول له شيطان الكافر : ما لك ، ويحك ، قد هلكت ، فيقول شيطان المؤمن :

لا والله ما أصل معه إلى شيء ، إذا طعم ذكر اسم الله ، وإذا شرب ذكر اسم الله ، وإذا نام ذكر اسم الله ، وإذا دخل بيته ذكر اسم الله ،

فيقول الآخر : لكني آكل من طعامه ، وأشرب من شرابه ، وأنام على فراشه ، فهذا شاحب ، وهذا مهزول

قال تعالى: «إن عبادي ليس لك عليهم سلطان».

فالمؤمن لا ينقاد للشيطان أبداً وهو يجعله في تعب وإرهاق لأنه يسيطر على كل الدوافع من أجل رضاء الله عز وجل والله ينور القلب بنور الإيمان

فهنيئاً للمؤمن الذي يرى بنور الله. عبدي أطعني تكن عبداً ربانياً تقول للشيء كن فيكون.

والنبي صلى الله عليه وسلم بعث وهو الساعة وأشار بالسبابة والوسطى، ولذلك الدنيا قصيرة لا تستحق شيئاً

شيطان مؤمن

فإذا كان ذلك كذلك فلماذا لا يستعد الإنسان إلى دار النعيم المقيم دار الخلود في جنة الرحمن

وصدق الله العظيم «وسيق الذين ارتقوا ربهم إلى الجنة زمراً».

«وسيق المتقون إلى الجنة مكرمين جماعات جماعات حتى إذا بلغوها فتحت أبوابها واستقبلهم حفظتها يبشرونهم بالأمان وطيب المقام وبالخلود الدائم في جنات النعيم».

وأثنى المتقون في الجنة على الله الذي حقق لهم ما وعدهم به على لسان رسله وملكهم الجنة ينزلون منها حيث يريدون ويرى الرائي الملائكة يحيطون بالعرش

ينزهون الله عن كل نقص وقد فصل بين الخلائق بالعدل ونطق الكون كله قائلاً «الحمد لله رب العالمين».

تأملوا معي بلاغياً في كلام سيد الخلق وحبيب الحق أن المؤمن لينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر.

الاستعارة واضحة كامنة في «ينضي شيطانه» ونضي فلان البعير أي هزله

والمشابهة قائمة بين معاملة المرء للبعير ومعاملة المؤمن للشيطان والمشابهة واضحة في هذا الهدي الشريف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى