الحكاية من البداية مع د مروة إبراهيمبرامجنا

الستر والعفة الحكاية من البداية (21)

الستر والعفة الحكاية من البداية

الستر والعفة الحكاية من البداية (21) مع د مروة إبراهيم 

إنها قصة البداية، وأساس البناء ، رسمت معالم الطريق ، و حددت الخطوط العريضة له ،

فما من أحد من ذريته إلا و هو خاضع لتلك السنن و القوانين الأولى ، لأنها حددت المشكلة ثم حددت أسبابها ،

ثم علاجها و الشفاء منها ، ثم غاصت في أعماق النفوس ، وعبرت عن حاجاتها ، ثم جلت أصل المجتمع و لبنته ،

فهي حددت القدر المشترك بين البشر ، و ما سيتعرضون له من بعد ، و زودته بما يحتاج له ، ليسير الآدمي في حياته مبصراً للطريق ،

درباً على منحنياته و منعطفاته ، مستهدياً بعلاماته و مناراته ، فلا ضير بعد ذلك أن نرى اهتمام القرآن بهذه القصة المباركة ،

فكانت أول قصة يتناولها من بدايته ، و ما ذاك إلا لما تضمنته هذه القصة من توضيح و بيان لا يستغنى عنه أبدا ،

الستر والعفة الحكاية من البداية

كما أن الأبوة ما تزال تدب في نفوس ذريته من بعده ، و آثارها ملتصقة بنفوس بنيه لا تندرس ، و لذلك جاء في الحديث الصحيح:

( فجحد آدم ، فجحدت ذريته ، ونسي آدم ، فنسيت ذريته ، وخطئ آدم ، فخطئت  ذريته ) مما يعني ترابطاً عجيباً بين الأب و ذريته ،

فالطرق واحد ، و الخطر واحد ، و للنجاة طريق واحد ، و لذا فسنقف مع هذه القصة قليلاً ، لنستعرض قواعد عامة تضمنتها

المعصية هي العائق الرئيس و الأصيل ، ملتصقة ببني آدم التصاق الروح بالبدن ،

فكأنما لكل ليل نهار ، فكذلك لكل آدمي ذنوب و معاصي لا تنفك عنه ، و هي من لوازم النقص للآدمي الضعيف ،

و هذه الذنوب هي التي تسببت في هلاك الأمم من قبلنا كما قال الله عز وجل ( فكلاً أخذنا بذنبه ..) ففي هذه القصة أعظم زاجر عن الذنوب ،

كيف لا و قد اخرج من الجنة إلى دار الشقاء بذنب واحد فقط ، فكيف المصر على الذنوب دهور !

يا ناظراً يرنو بعيني راقبِ ومشاهـداً للأمر غير مشاهــــد

تصل الذنوب إلى الذنـوب وترتجي نيل الجنان ودرك فوز العابد

أنسيت أن الله أخرج آدم منها إلى الدنيا بذنب واحــــــد

فتعظيم الذنب ، و معرفة خطره و ضرره ،

و شؤمه و سوء عاقبته هو الدرس الأول من هذه القصة العجيبة ، و هي رسالة واضحة لبني آدم أن يتنبهوا لهذا الخطر و يعدوا له العدة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى