الحكاية من البداية مع د مروة إبراهيمبرامجنا

شجرة الخلد الحكاية من البداية

شجرة الخلد الحكاية من البداية

شجرة الخلد الحكاية من البداية (19) مع د مروة إبراهيم

إذا من أوّل يوم خلق الله -تعالى- فيه الإنسان وهو يفكر كيف يدبر شؤون حياته على أكمل وجهٍ،

أيضا وقد كان أهم ما يقلق الإنسان شيئان أساسيان، هما: المال والحياة الطويلة الخالية من مرضٍ أو التوجس باقتراب الأجل،

ولقد جاء الإسلام يؤكد للمسلمين أنّ الرزق والأجل بيد الله -عزّ وجلّ- لا بيد غيره؛

ذلك حتّى يطمئن وتهدأ نفسه ويقبل على حياته سعيداً راضياً بما قسم وقدر الله -تعالى- له،

أيضا ولقد ذكر في القرآن الكريم الحقيقة السابقة في قصّة آدم وحواء -عليهما السّلام-

ذلك حينما أغواهما إبليس وسول لهما أن يأكلا من شجرةٍ بعينها محاولا إقناعهما أنّ فيها خاصّيتي الخلود والمُلك،

فبادرا إلى ذلك ليحققا رغبة العيش بسلامٍ آمنين من الفقر والموت.

شجرة الخلد الحكاية من البداية

أسكن الله -تعالى- آدمَ -عليه السّلام- وزوجته حوّاء الجنّة، فكانت لهما مسكناً ومُقاماً، قال الله تعالى:

(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)،

فالنهي عن الأكل من الشّجرة هو اختبار من الله -تعالى- لطاعته، وجاء في تفسير الشّجرة عدّة آراء للمفسّرين،

فقال الثوريّ: إنّها نخلة، وقيل: إنّها تينة، وروي عن ابن عبّاس أنّها الكرم أو السّنبلة، وفي رواية أنّها شجرة البرّ، أو العنب،

وقد أشار ابن جرير في تفسير ذلك أنّ القرآن الكريم لم يذكر نوع الشّجرة، ولم يضع دليلاً حولها وحول صفاتها، وإنّما ذكر أنّ الله -تعالى- حدد شجرةً بعينها ونهى عنها آدم وزوجته،

فيجوز أن تكون أي نوع من أنواع الشّجر، ولو ذكرت الشّجرة فهو علم، وإن لم تذكر فإنّ ذلك لن يضر النّاس شيئاً.
لجأ الشيطان إلى عدّة أساليب حتى يوقع الإنسان في الشرّ، وفيما يأتي بيان بعضها:

تزيين المعصية؛ فالشّيطان يزيّن للإنسان نومه حتى لا يقوم لصلاة الفجر، ويزيّن له المال حتّى يسهّل عليه السّرقة والاحتيال.

التسّويف؛ فيبقى الشّيطان يذكّر الإنسان بطول الأمل، وطول العمر وأنّ الفُرص ما زالت متاحة للجدّ في العبادة والعمل.

تهوين المعصية؛ فيبقى الشّيطان يحدّث الإنسان بأنّ معاصيه قليلة وصغيرة مقارنةً بغيره من النّاس، وأنّها لا تستحقّ التّوبة العاجلة أو النّدم عليها.

التيئيس؛ فالشّيطان يبقى يهون على الإنسان معاصيه وذنوبه ويطول أمامه الأمل، ثمّ يشعر إبليس الإنسان باليأس

أيضا وأنّ الأوان فات للقيام بالأعمال الصالحة أو المبادرة بالتّوبة الصّادقة وأنّ الله -تعالى- لن يقبلها بعد كلّ تلك الغفلة منه.

تهويل التّوبة وتصعيبها؛ فالشّيطان يحاول أن يهوّل للإنسان صعوبة التّوبة وصعوبة الثّبات بعد التّوبة،

ويذكر له المشاقّ التي قد يواجهها إذا تاب وغيّر من سلوكياته وأقبل إلى الله تعالى، فيقعده ذلك عن التّوبة وعن الإنابة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى