أنوار التنزيلبرامجنا

جمع القرآن في عهد عثمان

جمع القرآن في عهد عثمان

جمع القرآن في عهد عثمان | أنوار التنزيل (18) مع الشيخ عبدالخالق الشريف

اتسعت الفتوحات في عهد عثمان رضي الله عنه، واتسعت معها حاجة الناس إلى المصاحف،

وكان القرآن يؤخذ بالتلقي، يأخذه الآخر عن الأول، فلما اتسعت الفتوحات أخذ الناس من المصاحف مباشرةً،

كذلك فحصل بينهم اختلاف في القرآن، أدى إلى تجديد فكرة جمع القرآن مرة أخرى، مع تغير في منهج الجمع .

عن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان، “قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشأم في فتح أرمينية،

وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة .

فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة، قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى .

فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك،

فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.

وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم .

ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة،

كما أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف، أن يحرق”.

رواه البخاري: (4987).

ففي هذا الحديث بيان لقضية جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه،

إيضا وقد تم في أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين، وقام الجمع على خطوات محددة، وهي:

جمع القرآن في عهد عثمان

1- أن سبب الجمع: اختلاف الناس في القراءة .

2- أن الذي أشار به: حذيفة بن اليمان رضي الله عنه .

3- أن لجنة الجمع تكونت من: زيد بن ثابت الأنصاري، وعبدالله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، وأبي بن كعب .

4- وكان مقصد الجمع: نسخ مصحف أبي بكر رضي الله عنه في عدد من المصاحف،

ذلك عبر منهج معين، وإرسال قارئ مع كل نسخة، ليُقرئ أهلَ المصر الذين أرسل إليهم .

5- أن منهج الجمع: نسخ مصحف أبي بكر في عدد من المصاحف،

وأن يكتب بلسان قريش عند الاختلاف، وأن يحرق ما عدا هذه المصاحف .

وبعد أن تم نسخ الـمصاحف العثمانية، بالكيفية التي أوضحناها سابقًا،

كما أمر أمير الـمؤمنين عثمان بن عفان بإرسالها إلى الأقطار الإسلامية الشهيرة،

أيضا وأرسل مع كل مصحف مقرئًا من الذين توافق قراءته في أغلبه قراءة أهل ذلك القطر، وذلك لأن التلقي أساس في قراءة القرآن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى