لا يحب الله الجهر بالسوء
تدبر مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان | لا يحب الله الجهر بالسوء من القول!
تفسير: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما)
الآية: ﴿ لَا يحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾.
السورة ورقم الآية: النساء (148).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لا يحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾ نزلت ترخيصًا للمظلوم أنْ يجهر بشكوى الظَّالم
وذلك أنَّ ضيفًا نزل بقوم فأساؤوا قِراه فاشتكاهم فنزلت هذه الآية رخصةً في أن يشكوا وقوله: ﴿ إلاَّ من ظلم ﴾
لكن من ظلم فإنَّه يجهر بالسُّوء من القول وله ذلك ﴿ وكان الله سميعًا ﴾ لقول المظلوم ﴿ عليمًا ﴾ بما يضمره أَيْ: فليقل الحقِّ ولا يتعدَّ ما اُذن له فيه.
أيضا تفسير البغوي “معالم التنزيل”: قَوْلُهُ: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظلم ﴾ يَعْنِي:
لَا يحِبُّ اللَّهَ الْجَهْرَ بِالْقبْحِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظلمَ، فَيَجُوزُ لِلْمَظْلُومِ أَنْ يخْبِرَ عَنْ ظلمِ الظَّالِمِ وَأَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِ،
كما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظلْمِهِ فَأُولئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشُّورَى: 41]،
لا يحب الله الجهر بالسوء
أيضا قَالَ الْحَسَنُ: دعَاؤُهُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِ اللَّهُمَّ اسْتَخْرِجْ حَقِّي مِنْهُ،
كذلك وَقيلَ: إِنْ شئتم جَازَ أَنْ يشْتُمَ بِمِثْلِهِ لَا يَزِيدُ عَلَيْهِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَرَقِيُّ عَنْ أَبِي هرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْتَبَانُ مَا قَالَا، فَعَلَى الْبَادِئِ مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ،
كما قَالَ مجَاهِدٌ: هَذَا فِي الضَّيْفِ إِذَا نَزَلَ بِقَوْمٍ فَلَمْ يقْرُوهُ وَلَمْ يحْسِنُوا ضِيَافَتَهُ فَلَهُ أَنْ يَشْكُوَ وَيَذْكُرَ مَا صنِعَ بِهِ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ عَنْ عقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ:
قلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلَا يقرونا فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقبَلُوا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي ينْبَغِي لَهُمْ»،
أيضا وَقَرَأَ الضَّحَّاكُ بْنُ مزَاحِمٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: إِلَّا مَنْ ظلمَ بِفَتْحِ الظَّاءِ وَاللَّامِ،
إذا مَعْنَاهُ: لَكِنِ الظَّالِمَ اجْهُرُوا لَهُ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ: لَا يحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ لَكِنْ يجهر به مَنْ ظلِمَ،
كذلك وَالْقِرَاءَةُ الْأُولَى هِيَ الْمَعْرُوفَةُ، ﴿ وَكانَ اللَّهُ سَمِيعًا ﴾، لِدعَاءِ المظلوم، ﴿ عَلِيمًا ﴾، بعقاب الظالم.