تدبر الحلقة 28
تدبر (28) مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان
حم ﴿1﴾
أي هذا القرآن العظيم ، الذي أَعْجَزَ البشرية كلها حيث لم يستطع أحدٌ أن يأتي بمثل ما أتَيَ به من نظمٍ متكَامِلَة تسعِد الجميع في كل شئون حياتهم في كل لحظاتها بكل متَغَيِّراتها حتي يوم القيامة ،
مكَوَّن من هذه الحروف البسيطة ، فأتُوا بمثله لو تستطيعون !! ..
فاسْعَد وافخَر واعْتَزّ وتَمَسَّك بهذا الكتاب المعْجِز الذي يعْلِي مِن شأن كل مَن يعمل بكل ما فيه ويصلحه ويكمله ويسعده في دنياه وأخراه
تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿2﴾
بعض الأخلاقيَّات التي تستَفاد من هذه الآية الكريمة
إنك ستَسعد في حياتك كثيرا ، وستَسعد في آخرتك أكثر بعظيم ثواب الله وأعلي درجات جناته إذا كنتَ مسْتَصْحِبَاً دائما نوايا خيرٍ بعقلك في كلّ قولٍ وعمل ..
وإذا كان الله تعالي ورسوله الكريم ﷺ وقرآنه العظيم وإسلامه الحنيف أي البعيد عن أيّ باطل ، هم دائما مَرْجعك في كل مواقف ولحظات حياتك ،
فسَتَجِد البيان كله أي التوضيح لقواعد وأصول كلّ شيء ،
كذلك وستجد الشفاء كله مِن كلّ سوءٍ في العقل مع قوة الإرادة العقلية كلها ،
وستجد النور كله ، والهدَي كله ، والتذكرة كلها ، والمواعظ كلها ، والصدق كله ، والحق كله ،
أيضا والعدل كله ، والخير كله ، والحكمة كلها ، والرحمة كلها ، وبالجملة ستجد السعادة كلها في دنياك وأخراك
هذا ، ومعني ” تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿2﴾ “
تدبر الحلقة 28
أي هذا مَدْحٌ للقرآن العظيم ، فهو كتابٌ أنزله الله تعالي العزيز الحكيم ،
ولذا فهو يَتَّصِفُ بصفةِ مَن أنزله سبحانه،
أيضا فهو كتابٌ كله عِزَّة وحِكْمَة لمَن يَتَّبعه ويتمسّك بكلّ أخلاقه التي فيه ،
هو كتابٌ عزيزٌ حكيمٌ ، أيْ غالِبٌ لا يغلَب يعِزّ ويكْرِم ويَنصر مَن يَتَدَبَّره ويعمل به كله
ويَلجأ إلي منزله تعالي ويتوكّل عليه
إذا فهو القويّ المتين مالِك الملْك كله القادر علي كل شيء الذي يَهزِم ويَسْحَق المكذبين المعانِدين المستكبرين ،
وأيضا هو حكيمٌ أيْ كله حِكمة وصواب حيث كلّ أمرٍ موضوع في موضعه تماما بكل دِقّة دون أيّ عَبَث ،
كذلك وهو أيضا محكَم أيْ كله إحكام وإتقان وتناسُق فليس فيه أيّ خَلَلٍ أو تناقض أو اختلاف
وأيوهو محفوظ بحِفظ الله تعالي ثم بالمسلمين المتمسّكين به كله من أيّ تحريفٍ أو تبديل ،
وهو كذلك حاكِم أي مَرْجِع شامل يحْتَكَم إليه دائما لأنَّ فيه أصول وقواعد كل ما يصلح ويكْمِل ويسعد البشرية كلها في دنياها وأخراها .. هذا ،
كذلك وفي الآية الكريمة تأكيدٌ علي أنَّ هذا القرآن العظيم المعْجِز هو ليس مِن قول بَشَرٍ كشاعرٍ أو عالم أو غيره
كما قد يدَّعِي بعض المكذبين المعاندين المستكبرين كذبا وزورَاً وتخريفاً وسَفَاهَة وإنما هو بلا أيّ شكٍّ تنزيل من الله العزيز الحكيم