تدبر الحلقة 26
تدبر (26) مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان
*فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَب…*
يتألف هذا الجزء من بقيّة سورة الزمر وسورة غافر وسورة فصلت.
*الشطر الأول:* بقية سورة الزمر،
ذكرت مقارنة بين المؤمنين وبين الكافرين، حيث يسعد الأوائل في الدنيا والآخرة، ويشقى الآخرون فيهما، ويتمنون الفداء حين يرون العذاب،
كما أشادت بعظمة القرآن الكريم، وفيها أخبر الله تعالى عن موت النّبي صلى الله عليه وسلم وموت أصحابه،
ثم فتح باب الأمل أمام المسرفين، ووعدهم بمغفرة ذنوبهم إذا تابوا،
كما أوضح ما يرى على وجوه الذين كذبوا على الله أهل النار يوم القيامة من كآبة وحزن، وأعقب ذلك ببيان أحوال القيامة،
أيضا وحدوث نفختين: الأولى للإماتة، والثانية للإحياء من القبور، ثم يأتي الحساب والقضاء بالحق.
وختمت السورة بتقسيم الناس يوم القيامة فريقين: فريق الكافرين الذين يساقون زمرا وجماعات إلى جهنم، كذلك وفريق المؤمنين الذين يساقون إلى الجنان وتحييهم الملائكة، ويرون الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم.
*الشطر الثاني:* سورة غافر
أول الحواميم السبع ، وهي تُعنى بأصول العقيدة كسائر السور المكية،
لذا جاءت آياتها عنيفة شديدة التأثير لإثبات وحدانية الله وتنزيل القرآن والبعث،
كذلك ووصف ملائكة العرش، وإنهاء الصراع بين أهل الحق وبين أهل الباطل أو فريق الهدى وفريق الضلال.
وقد ابتدأت بإعلان تنزيل الكتاب الكريم من الله المتصف بالصفات الحسنى، وهاجمت الكفار الذين يجادلون بالباطل،
ثم وصفت مهام ملائكة العرش. وخصّت بالذكر قصة موسى عليه السلام مع فرعون وهامان ،
أيضا وما دار من حوار بين فرعون وقومه وبين رجل من آل فرعون يكتم إيمانه.
*الشطر الثالث:* سورة فصلت،
موضوع هذه السورة هو إثبات أصول العقيدة:” الوحدانية، الرّسالة والوحي، البعث والجزاء”.
ابتدأت بوصف القرآن العظيم بأنه المنزّل من عند الله بلسان عربي مبين، والذي يبيّن أدلة قدرة الله وتوحيده،
أيضا وكونه المبشّر المنذر، والذي يثبت صدق النّبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عند ربّه.
هدف الجزء الرابع والعشرون من القرآن الكريم:
تصوير حقيقة المعركة بين الحق والباطل، كما يصور الثقة واليقين والطمأنينة في القلب المؤمن، “أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ؟”.*
الجزء الرابع والعشرون من القرآن (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَب…):
هذا الجزء مكون من الحزبين (47ـ48) وكل حزب فيه أربعة أرباع:
تدبر الحلقة 26
*ـ الربع الأول من الحزب47:*
وأول ما نلاحظه في هذا الربع هو تقريع وتوبيخ يوجهه كتاب الله لخصوم الرسالة وأعداء التوحيد،
أولئك الذين يفترون على الله الكذب، فينسبون إليه من الصفات والنعوت والشركاء ما هو منزه عنه سبحانه،
ثم لا يكتفون بكذبهم وافترائهم على الله، بل يضيفون إليه تكذيب كتبه ورسله دون حياء ولا خجل، وفي إصرار وعناد.
*ـ الربع الثاني:*
وهنا نجد وصف عدة أصناف من أهل الزيغ والضلال، فتسجل الآيات ما كانوا عليه من سوء الحال في الدنيا،
وتتنبأ بما سيتعللون به من أتفه الأسباب والعلل في الدار الآخرة، فمنهم الساخر الذي يعتبر الحياة التي يقضيها مجرد مهزلة،
أيضا ومنهم الفاسق الغارق في أوحال الفسق، والمتردي في مهاوي الفساد طيلة حياته،
ومنهم المسيء إلى نفسه وإلى الناس، المتجني على شخصه وعلى المجتمع.
*ـ الربع الثالث:*
في هذا الربع تقدِّم الآيات وصف موجز للصراع القائم المستمر بين الحق والباطل، والضلال والهدى،
كذلك ووصف للمعركة الفاصلة بين الاثنين، وتعريف بأن مآل هذه المعركة دائما إلى غلبة الحق.
*ـ الربع الرابع:*
في هذا الربع تتولى الآيات عرض نموذج حي من الحضارات الزائلة والأمم الغابرة، وذلك بالحديث عن قصة موسى الكليم وفرعون مصر،
حديثا يكشف الستار عما كان يدور في البلاط الملكي الفرعوني،
وظهور شخصية البطل الشجاع “مؤمن آل فرعون”، وبينت الآيات ما جرى من الصراع بين الحق والباطل في تلك الديار.