الإسراء وعلاقتها بالذكر
تدبر مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان |
(سورة الإسراء مكية) نزلت بعد سورة القصص، وهي في ترتيب المصحف بعد سورة النحل،
وعدد آياتها 111 آية. وتعرف هذه السورة بسورة بني إسرائيل.
أعظم اجتماع
ولكي نقف على محور وهدف السورة فنحن بحاجة للرجوع إلى قصة الإسراء نفسها،
ذلك عندما أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى،
وبعدها كانت رحلة المعراج إلى السماوات العلى. فلماذا لم تسم السورة باسم سورة المعراج؟
وما السر الكامن وراء تسمية السورة بهذا الاسم؟
لقد رافق هذا الحدث العظيم حدث آخر بنفس الأهمية، كان أعظم اجتماع في تاريخ البشرية.
أيضا لقد كان المسجد الأقصى ممتلئاً عن آخره بأفضل الناس،
كذلك أنبياء الله تعالى من لدن آدم حتى عيسى عليه السلام، وكلهم كانوا ينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم، ليصلي بهم إماماً.
الإسراء وعلاقتها بالذكر
إمام الرسل والأنبياء
إنّ صلاة النبي بالأنبياء هي عنوان انتقال الرسالة إلى هذه الأمة واستلام النبي صلى الله عليه وسلم لواء قيادة البشرية في هذا المكان المبارك، المسجد الأقصى.
فأنت يا محمد وأنتم يا أمة محمد أصبحتم مسؤولين عن الكتاب، أي عن الرسالة التي أرسلها الله إلى البشرية والتي تنتقل من نبي إلى نبي،
ابتداء من سيدنا نوح الذي حمل الرسالة مع أولاده بعد الطوفان، لتصل إلى إبراهيم حامل الكتاب السماوي
ومن ثم إلى موسى وعيسى عليهما السلام، إلى أن وصلت أخيراً إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته.
هدف السورة: استشعر قيمة القرآن
كيف يكون هذا هو هدف السورة؟ وما علاقة ذلك بالإسراء؟
إن سورة الإسراء هي أكثر سورة ذكر فيها القرآن والكتاب، وفي ذلك دلالة على استشعار قيمة القرآن.
أيضا وحادثة الإسراء هي الحادثة الممثلة لانتقال الكتاب إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،
وكأنها تقول لنا: أنتم يا أمة محمد مسؤولون عن هذا الكتاب، عن القرآن.
إذا فاستشعروا قيمته، وإياكم أن تفرطوا فيه كما فعلت الأمم السابقة فيستبدلكم الله كما استبدلهم.
اجعله إمامك
روى سيدنا علي بن أبي طالب حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضح أهمية القرآن في حياتنا،
كذلك وأنه طوق نجاة لمن يتخذه إماماً. يقول عليه الصلاة والسلام:
“ألا إنها ستكون فتنة” فقال سيدنا علي: فما المخرج منها يا رسول الله.
قال: “كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وفيه خبر ما بعدكم وحكم ما بينكم. هو بالفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله.
هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم،
أيضا وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يبلى من كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه.
وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته إلا أن قالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً.
من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعى به هدي إلى صراط مستقيم”.