القرآن الكريمتدبر

ما هي عُدّة النصر

ما هي عُدّة النصر

تدبر مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان | ما هي عدّة النصر؟

إذا يعتري الكثير من الناس حالة من الإحباط واليأس من جراء ما يحدث للمسلمين في كل مكان من العالم الآن،

حيث ينطبق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ثوبان،

أنه قال: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير،

ولكنكم غثاء كغثاء السيل! ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن.

فقال قائل: يا رسول الله! وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت [1].
كذلك ويتساءلون: هل بعد كل هذه النكبات من وثبة أخرى للمارد؟!

أيضا هل يستطيع المسلمون الخروج من قمقم الهزائم التي مُنيت بهم وتوالت عليهم، حتى أصبحت صفة ملازمة لهم؟!

ومتى سيكون ذلك؟! أم أن على المسلمين الاستسلام لتلك الضربات المتوالية التي تلحق بهم، وفي كل مكان من العالم،

لكي تستأصل شأفتهم وتزيل دولهم، ومن ثم وجودهم من على خريطة العالم؟!!
كما في الواقع فإن المتبصر بأمر الدين لا يعتريه مثل هذا الشعور المحبط، بل على العكس تجده واثقا في قدرة الله.

ما هي عُدّة النصر

كذلك فكل ما يحدث للمسلم هو خير له. وحسبك تلك النازلة العظيمة التي حدثت ببيت النبي صلى الله عليه وسلم ،

أيضا وما قيل في عرضه، وما اُتهمت به أعز زوجاته إليه وأحبهن إلى قلبه من حادثة الإفك.

فإذا بالوحي يتنزل قائلا بأن كل ذلك إنما هو في حد ذاته خير للمسلمين وليس شرا،

حيث قال تعالى: ﴿ َلا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ ] النور: 11 [ .
إذن ما يحدث للمسلمين في جميع أنحاء العالم من حولنا إنما هو في حقيقة الأمر قَدَر رباني يجري وفقا لسنن الله الكونية التي يستحيل تغييرها إلا إذا تغير مضمونها.

فإذا أردنا الخروج من الأزمة التي ألمت بنا حاليا،

إذا فعلينا العمل من أجل تغيير الواقع من حولنا حتى نسمح لسنن الله التي تساند المسلمين من العمل مرة أخرى.

لذلك نوضح هذا الأمر فيما يلي:

هل يريد المسلمون حقا تحقيق النصر؟!! هذا سؤال هام لابد لكل منا أن يسأله لنفسه ويحدد إجابته عليه.

إن نصر الله يتنزل وفقا لسنن ربانية لابد من تحققها. وحين يريد المسلمون أن يتحقق ذلك النصر في أرض الواقع

فلابد من عدة أمور تستقر في عقيدتهم تكون محركا ودافعا لهم على الانطلاق، حتى يستفيدوا من ” معية الله ” في المعركة إلى جانبهم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى