المحترم (موسم رمضان) (8)
المحترم (موسم رمضان) (8) مع أيمن الباجوري
اللهم أشغلني بعيوبي عن عيوب الناس
إن انشغال المرء بعيوبه والاهتمام بإصلاحها من أفضل وأسرع الطرق للبعد عن الغيبة والنميمة وأذى الناس.. حيث يقول الحسن البصري -رحمه الله- “إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك.. كذلك وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك.. فإذا فعلت كان شغلك في خاصة نفسك وأحب العباد إلى الله من كان هكذا”.
أيضا ويقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام: ” يبْصِرُ أحدُكم القذَى في عينِ أخيهِ ويَنْسَى الْجِذْعَ في عينِهِ ” .. كما (رواه أبو هريره-والمحدث الألباني) ومعنى القذى: ما يقع في العين والماء والشراب من نحو تراب أو وسخ.. ومعنى الجذع: الخشبة العالية الكبيرة أو جذع النخلة.
إذا فائدة انشغال الانسان بعيوب نفسه :- إذا كان العبد من هذا النوع فسوف يكون بإذن الله محبوبا لدى الناس .. أيضا وترتاح له النفوس وتأنس بقربه ويجزيه الله بحسن عمله ويستر له عوراته ويكف ألسنة الناس عنه ويملأ صحيفة حسناته يوم القيامة.
المحترم (موسم رمضان) (8)
أما المتتبع لعيوب الناس وانشغاله بها :- فسوف يكون بغيضا فاقدا لثقة الناس فيه مكروه التعامل ولا يسلم من أذاهم ومضايقتهم، ويكون جزاؤه من جنس العمل في الدنيا والآخرة، هذا بالإضافة إلى أنه المفلس الذي حدث عنه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله لأصحابه:” أتدرون ما المفلس؟، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمَّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتَم هذا، وقذف هذا، وأكَل مال هذا، وسفَك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فَنِيَتْ حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار” (رواه مسلم).
آثار الانشغال بعيوب الناس على المجتمع :- هي من العادات السيئة والخصال الرذيلة وهي طريق سريع للغيبة والنميمة وآفة من آفات اللسان والعياذ بالله وتؤدي إلى انتشار العداوة والبغضاء والنفاق والفساد بين أفراد المجتمع وتساهم في نشر معايب المسلمين وزلاتهم وانتقاص لكرامتهم الانسانية وانتهاك لحقوقهم المعنوية التي تسبب توترات وأحقاد تمزق المجتمع وتساهم في تفكك الروابط والعلاقات الاجتماعية بين الأفراد.