الحكاية من البداية مع د مروة إبراهيمبرامجنا

الجرأة في المعصية

الجرأة في المعصية

(الجرأة في المعصية) الحكاية من البداية (7) مع د مروة إبراهيم | قناة دعوة

لا شك أن هناك أسبابًا تجعل العبد يجترئ على معصية ربه عز وجل، وينسى ما أمره به سبحانه وتعالى.. أيضا وهذه الأسباب تتنوع، فمنها ما هو نابع من الشخص نفسه.. كذلك ومنها ما هو نابع من المجتمع من حوله.. أيضا ومنها ما هو مشترك ما بين الشخص والمجتمع. فلماذا يعصي الناس ربهم؟

إذا في هذا المقال نسلط الضوء على أهم هذه الأسباب التي تجيب على سؤال: لماذا يعصي الناس ربهم؟ لنكشفها.. ذلك حتى نحاول بعد ذلك مقاومتها والتغلب عليها، فالعلاج الناجع يبدأ بالتشخيص الصحيح للمرض..  ومعرفة دواعيه وأسبابه ومقاومتها.. ثم بعد ذلك تناول الدواء الشافي الذي يطهر العبد من المرض نهائيًّا، ويطرد منه العلل إن شاء الله.

الجرأة في المعصية

1 – الغفلة عن الهدف:

إن من أشد أسباب الجرأة على المعصية: عدم إدراك المرء للهدف الذي خلقه الله عز وجل من أجله، والغاية التي ينبغي أن يعيش من أجلها. وكثير من الناس تجد أهدافهم محصورة وقاصرة على الدنيا وعلائقها، كل همهم في الحياة إشباع شهواتهم، وإرضاء نزواتهم، والبعض لا يعلم له هدفًا أصلاً، وإنما يعيش في هذه الحياة هملاً كما يعيش الحيوان، لا يعلم لِمَ خلق، ولا لِمَ يعيش. وقد حدد الخالق سبحانه وتعالى للإنسان هدفه وغايته، فقال عز وجل: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُون”.

2 – ضعف الإيمان:

لا شك في أن ضعف الإيمان بالله عز وجل وباليوم الآخر سبب كبير للإقدام على المعصية، فالعبد يعصي لأنه يحب شيئًا لا يحبه الله أو يبغض شيئًا يحبه الله، أما الإيمان الكامل فيجعل العبد يحب ما يحبه الله عز وجل ويبغض ما يبغضه الله عز وجل، يقول صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمِنُ أحَدُكُم حَتَّى يكُونُ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِه”.

3 – الجهل بالله عز وجل وأمره ونهيه وثوابه وعقابه:

إن الجهل هو السمة المميزة للمجترئين على معصية الله عز وجل؛ لأنهم لو عرفوا ربهم معرفة صحيحة لأحبوه وعظموه وأطاعوا أمره، وعلموا أنه سبحانه وتعالى أهل لأن يُتَّقَى، ولو تعلموا دينهم وشرعهم لوجدوا بغيتهم وسعادتهم فيه، ولو علموا ثواب الله عز وجل وعقابه لرغبوا في الثواب وخافوا من العقاب. وقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين رفع العلم وثبوت الجهل وظهور المعاصي في آخر الزمان، فقال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزنى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى