نساء في القرآن |جويرية بنت الحارث
هي أم المؤمنين جويْرية وأحد زوجات النبي، خزاعية من بني المصْطلق، واسمها هو جويرية، بنت الحارث بن أبي ضرار، ابن الحارث بن المصطلق.
كانت متزوجةً بمسافِع، ابن صفوان الذي قتل كافرًا، وكان اسمها برّة، قبل زواجها من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-،
فلمّا تزوجها النبي، غيّر اسمها إلى جويرية.
تزوجت من ابن عمها صفوان، والذي كان من ألد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كانت غزوة بني المصطلق قتل زوجها فيها،
كذلك وكانت من ضمن السبي الذي أخذ في تلك الغزوة. وكانت رضي الله عنها في قسم ثابت بن قيس، فكاتبته على تسع أواق،
أيضا وطلبت من النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يعينها، فعرض صلى الله عليه وسلم عليها الزواج، وأن يدفع ذلك عنها، فقبلت. واختارت الإسلام.
وفور سماع المسلمين بخبر إسلامها وأنها زوجة المصطفى، أعتقوا ما كان بين أيديهم من السبي؛ إكراما للنبي.
وعن هذا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “لقد أعتق بهذا الزواج مائة من بني المصطلق،
فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها“.
فلما رأى بنو المصطلق إحسان النبي وأصحابه لهم، دخلوا في دين الإسلام،
وتركوا عداوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فكانت امرأة مباركة على قومها.
وقد كان في هذا الزواج المبارك لسيد الخلق، توثيق للرابطة بين الإسلام وبعض القبائل، والذي كان وراء إسلام قبيلتها كاملة.
نساء في القرآن |جويرية بنت الحارث
وقد رأت السيدة جويرية، رضي الله عنها، قبل مجيئ النبي بثلاثة أيام، القمر يمشي نحوها، ونزل عندها.
ومن ميزات السيدة جويرية رضي الله عنها، أنها مثال للمرأة الصالحة التي ترعى بيتها وزوجها. وعرفت بالاجتهاد في العبادات، وكثرة الذكر،
فقد روي عنها أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خرج من عندها وقت صلاة الفجر وهي في مسجدها،
وبعدما عاد وجدها مازالت كما هي جالسة، تسبح، فقال لها: “مازالت على الحال التي فارقتك عليها“،
فقالت “نعم“، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات،
لو وزنت بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن: “سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته
كانت أم المؤمنين جويرية، بنت الحارث كغيرها من زوجات الرسول، تتحلّى بالعديد من الصفات.
كريمة مِعطاءة، حيث إنّ كلّ مُخصّصاتها، التي كانت تصلها من بيت مال المسلمين، تُنفقها على الفقراء والمحتاجين، تأسّيا بفعل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
عابدة زاهدة، في الدنيا حيث كانت، تقصد الحج في كل نداء له، فتؤدّي مناسكه بقلب طاهر وخاشع، ثمّ تعود إلى حجرتها في المدينة المنورة. كانت تقيّة ذات ورع ودين، وكانت كثيرة الصيام والقيام.
وفاة جويرية
توفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث، في ربيع الأول 50 هـ . وقيل إنّها توفّيت سنة 56 هـ في المدينة المنورة، وصلّى عليها أمير المدينة المنورة، وهو مروان بن الحكم، فرحمها الله ورضي الله عنها وأرضاها.