أشد الناس عداوة للمؤمنين
تدبر مع فضيلة الشيخ عبد العزيز أصلان | من هم أشد الناس عداوة للمؤمنين؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
(( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى
ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون
وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين
فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم )) .
كذلك قال الله تبارك وتعالى: (( لتجدن أشد الناس عداوة )) وأظن فسرنا هذا ؟ على كل حال . قال الله تعالى:
(( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا … )) قوله: (( لتجدن )) هذه الجملة مؤكدة بمؤكدات ثلاثة:
القسم المقدر الذي دلت عليه اللام في قوله: (( لتجدن )) ولهذا يسمي النحاة هذه اللام موطئة للقسم ، وباللام ، وبالنون ،
والخطاب فيها إما للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،
أيضا وعلى هذا فيكون الحديث عن اليهود والنصارى والمشركين في هذه الآية الذين كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،
أشد الناس عداوة للمؤمنين
وإما أن يكون الخطاب لكل من يتوجه إليه الخطاب فتكون هذه الأوصاف عامة في هؤلاء إلى يوم القيمة ، فالآية محتملة ،
ومع ذلك حتى لو قلنا للعموم فليست تعم كل يهودي بعينه وكل نصراني بعينه وكل مسلم بعينه ،
لكن هذا الحكم على سبيل العموم والأحكام تأتي دائما على سبيل العموم كما تقول: الرجال خير من النساء يعني هذا الجنس خير من هذا الجنس ،
أيضا ويوجد في النساء من هو خير من كثير من الرجال ويوجد في الرجال من هو شر من كثير النساء ،
إذا الخطاب يحتمل أن يكون للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى هذا فيختص الحكم لهؤلاء الذين بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،
ويحتمل العموم ويكون المراد الجنس ما هو كل فرد بل الجنس ،
(( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود )) يحتمل في (( أشد )) أن تكون مفعولا ثانيا مقدما
أيضا ويحتمل أن تكون هي مفعول الأول ، فعلى الأول يكون التقدير: لتجدن اليهود والذين أشركوا أشد الناس عداوة للذين آمنوا ،
هذا إذا جعلنا (( أشد )) مفعول الأول، وإذا جعلناها ثانيا صارت مقدما ، انتبه ! (( أشد الناس عداوة للذين آمنوا ))
يحتمل أن تكون (( أشد )) هي المفعول الأول ويكون المراد الإخبار عن أشد الناس عداوة ،
كذلك ويحتمل أن يكون أشد مفعولا ثانيا ويكون المراد الإخبار عن هاتين الطائفتين اليهود والنصارى بأنهم أشد الناس عداوة ،
فأيهما أفضل ؟ أن نجعل (( أشد )) هي المفعول الأول و(( اليهود والذين أشركوا )) المفعول الثاني ؟ أو العكس
الأول أشد ، يعني لو سألت عن أشد الناس عداوة لوجدتهم من ؟ اليهود والذين أشركوا ،
أيضا إذا نقول (( أشد )) هي المفعول الأول وهي في محل المبتداء لأن وجد تنصب مفعولين أصلهما المبتداء والخبر ، فحينئذ يكون معناه الإخبار عن أشد الناس عداوة ،
إذا جعلنا (( أشد )) مفعولا ثانيا مقدما صار المعنى الإخبار عن اليهود والذين أشركوا أنهم أشد الناس عداوة ، لكن المعنى الأول أشد وأعظم .