لقاء موسي بربه
لقاء موسى مع ربنا عز وجل | كليم الله (23) مع د علي الصلابي
أحيانا يجري لقاء بين حاكمين أو زعيمين أو شخصيتين قياديتين، فيوصف اللقاء في نشرة الأخبار بأنه كان لقاء تاريخيا،
لا يعنون بذلك أن هذا اللقاء له تاريخ! فكل اللقاءات لها تاريخ، ولكن يعنون بأن هذا اللقاء كان مهماً جداً،
اليوم أريد أن أحدثكم عن لقاء تاريخي، وهذا اللقاء التاريخي جرى بين رب العزة جل جلاله ونبيه الكليم موسى عليه السلام، إنه لقاء عظيم جدا
إما أن يستضيء بالقبس ليعرف طريقه وقد تاه في هذه الصحراء الشاسعة، أو على الأقل يستدفئ مع أهله بجذوة من نار، فكان ذاهباً من أجل ذلك،
لكن الذي حصل أنه وجد الهدى إلى يوم القيامة ووجد الطريق الذي يوصله إلى رحمة الله تعالى، ووجد ربه بانتظاره
متوقع
الإنسان يرجو شيئاً، هو يرى أن هذا الطريق سيوصله إلى مبلغ مالي جيد، أو أن هذا الطريق سيوصله إلى مكانة، وهو غافل عن طريق آخر تماما لا يلقي له بالا،
فيأتيه الفرج من الطريق الذي هو عنه غافل، هو يظن أن النجاة من هنا،
فإذا به يتفاجأ بأنها من طريق أخرى كان غافلاً عنها، فقال: ” كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو “،
لقاء موسي بربه
لأن الأمور بيد الله تعالى، فموسى عليه السلام ذهب ليستدفئ بجذوة من نار فجعله الله تعالى نبياً،
وأرسله برسالةٍ وأصبح ذكره إلى يوم القيامة على كل لسان ما إن يذكر حتى نقول: موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام،
هنا ضعوا نقطتين (فاستمع لما يوحى): فإذا أردت أن تحدث ابنك بشيءٍ مهم جدا،
ولله المثل الأعلى، تقول له قبل أن تبدأ: استمع لما سأحدثك،
فهذا للتنبيه بأن ما سيأتي أمر مهم جدا ينبغي أن تصيخ السمع له وأن تنتبه له تماماً
كما لو أن ملكاً من ملوك الأرض، أو مدير شركة قال لموظف:
أنا اخترتك لتلك المهمة، فإن هذه الكلمة تطن في أذنه أياما أن فلانا اختارني،
فكيف إذا كان الاختيار من الله! قال: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ) هنا ما نريد الحديث عنه في هذا اللقاء التاريخي،
هي أمور ثلاثة وهي تشكل أصول العقيدة في كل شريعة من الشرائع، وليس فقط في الإسلام،